سأُبيّن للقارئ بأنَ مشكلة الأحاديث هي
من أكبر المشاكل التي يعيشها المسلمون اليوم ، وبالخصوص في الزّمن الحاضر ، إذ
تخرّج من جامعات الوهّابية دكاترة متخصّصون في فنون الأحاديث ، فتراهم يحفظون من
الأحاديث ما يتماشى مع مذهبهم وعقيدتهم ، وأغلب هذه الأحاديث هي من وضع الأموييّن
أسلافهم ، الذين كان همّهم أيضاً إطفاء نور الرّسالة ، وتصوير النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك
المخرّف المهرّج الذي لا يدري ما يقول ، ولا يتنبّه إلى أحاديثه وأفعاله المتناقضة
التي تُضحك المجانين.
ورغم ما قام به المحقّقون والعلماء من
أهل السنّة لتنقية الأحاديث وغربلتها ، فما زال هناك للأسف الشديد داخل الكتب
الصّحيحة والمعتبرة الشيء الكثير ، وكذلك لم تسلم كتب الشّيعة من هذا الدسّ والوضع
، ولكن هؤلاء يعترفون بأنّ ليس عندهم كتاباً صحيحاً إلاّ كتاب الله ، وما سواه فيه
الغث والسّمين.
أمّا أهل السنّة فإنهم متّفقون بأنّ
الصّحيحين ( البخاري ومسلم ) أصحّ الكتب بعد كتاب الله ، بل يقولون بأنّ كلّ ما
جاء فيهما هو صحيح ، ومن أجل ذلك فسأُحاول أن أضع بين يدي القارئ بعض النماذج من
الأحاديث التي