لعلّ عثمان بن عفان عندما عاهد عبد
الرحمن بن عوف غداة بيعته بالخلافة أن يحكم فيهم بسنّة الخليفتين أبي بكر وعمر كان
يرمي بأنّه سيجتهدُ كما اجتهدا ، ويغيّر النّصوص القرآنية والنّصوص النبويّة كما
كانا يفعلان.
ومن تتبّع سيرته أيام خلافته يجده قد
ذهب أشواطاً بعيدة في الاجتهاد ، حتّى أنسى النّاس اجتهادات صاحبيه أبي بكر وعمر!!
وأنا لا أُريد الإطالة في هذا الموضوع
الذي ملأ كتب التاريخ قديماً وحديثاً ، وما أحدثه عثمان من أُمور غريبة سبّبت
الثورة عليه وأودت بحياته ، ولكنّي سأقتصر على بعض الأمثلة الوجيزة كالعادة;
ليتبيّن للقارئ ولكلّ باحث ما أحدث أنصار الاجتهاد في دين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم :
( أ ) أخرج مسلم في صحيحه في كتاب صلاة
المسافرين عن عائشة قالت : فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ، ثمّ أتمّها في
الحضر ، فأُقرّت صلاة السّفر على الفريضة الأُولى.
كما أخرج مسلم في صحيحه في نفس الكتاب
المذكور أعلاه ، عن يعلى ابن أُميّة قال : قلتُ لعمر بن الخطّاب : ليس عليكم جناح
أن تقصروا من الصّلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ، فقد أمن النّاس! فقال :
عجبتُ ممّا عجبتَ منه ، فسألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
عن ذلك ، فقال : « صدقة تصدّق الله بها عليكم ، فاقبلوا صدقتُه ».
كما أخرج مسلم في صحيحه في كتاب صلاة
المسافرين وقصرها عن