بكر وعمر ، فرفض علي
عليهالسلام
هذا الشرط وقال : أحكم بكتاب الله وسنّة رسوله. وعلى هذا تركوه ، واختاروا عثمان
بن عفان الذي قبل شرط الحكم بسنّة الخليفتين ، فإذا كان علي عليهالسلام لا يقدر على معارضة
أبي بكر وعمر وهما ميّتان ، فكيف يعارضهما وهما على قيد الحياة؟!
ولذلك ترى اليوم بأنّ باب مدينة العلم
الذي كان أعلم النّاس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وأقضاهم وأحفظهم لكتاب الله وسنّة رسوله متروكاً عند أهل السنّة والجماعة ،
فيقتدون بمالك وأبي حنيفة والشّافعي وابن حنبل ، ويقلّدونهم في كلّ أُمور الدّين
من العبادات والمعاملات ، ولا يرجعون في شيء للإمام علي.
وكذلك فعل أئمّتهم في الحديث كالبخاري
ومسلم ، فتراهم يروون عن أبي هريرة ، وعن ابن عمر ، وعن الأقرع والأعرج ، وعن كلّ
قريب وبعيد مئات الأحاديث ، ولا يروون عن علي إلاّ بضعة أحاديث مكذوبة عليه ،
وفيها مسُّ بكرامة أهل البيت.
ثمّ هم لا يكتفون بذلك ، فيستنكرون
ويكفّرون من قلّده واقتدى به من شيعته المخلصين ، وينبزونهم بالرّوافض وبكلّ ما
يُشين.
والحقيقة : إنّ هؤلاء ليس لهم ذنبٌ إلاّ
أنّهم اقتدوا بعلي الذي كان منبوذاً ومبعداً في عهد الخلفاء الثلاثة ، ثمّ هو
ملعون ومحارب في عهد الأموييّن والعبّاسيّين ، وكلّ من له إلمام ومعرفة بالتّاريخ
، سيُدركُ هذه الحقيقة واضحة جليّة ، وسيفهم الخلفيات والمؤامرات التي حيكتْ ضدّه
، وضدّ أهل بيته وشيعته.