وأخيراً وأنت على فراش الموت ليتك إذا
فكّرتَ في الاستخلاف ، أرجعت الحقّ إلى نصابه إلى من كان محلّه منها محلّ القطب من
الرّحى ، فأنت أعلم النّاس بفضله وفضائله ، وزهده وعلمه وتقواه ، وأنّه كان كنفس
النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وخصوصاً أنّه سلّم لك الأمر ، ولم يناجزك حفاظاً على الإسلام ، فكان حريّاً بك
أن تنصح لأُمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وتختار لها من يصلح شأنها ، ويلمّ شعثها ، ويوصلها إلى ذروة المجد.
وندعو الله سبحانه وتعالى أن يغفر لك
ذنوبك ، ويُرْضي عنك فاطمة وأباها ، وزوجها وبنيها ، فقد أغضبت بضعة المصطفى ، والله
يغضبُ لغضبها ويرضى لرضاها ، كما وأنّ من من آذى فاطمة فقد آذى أباها بنصّ حديثه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والله
تعالى يقول : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ
عَذَابٌ ألِيمٌ )[١].
ونعوذ بالله من غضب الله ، ونسأله أن
يرضى عنّا وعن جميع المسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات.
عمر بن
الخطّاب يعارض كتاب الله باجتهاده
إنّ للخليفة الثاني عمر تاريخاً حافلا
من اجتهاده مُقابل النّصوص الصريحة من القرآن الكريم ، والسنّة النبويّة الشريفة.
وأهل السنّة يجعلون ذلك من مفاخره
ومناقبه التي يمدحونه لأجلها ، والمنصِفُون منهم يلتمسون لذلك أعذاراً وتأويلات
باردة لا يقبلُها عقل ولا