عند ذلك يتلجلجون ويتلكّؤون في الجواب ،
ويقولون أشياء إن دلّتْ على شيء فلا تدلّ إلاّ على سخافة العقول والتعصّب الأعمى
المقيت ، يقول بعضهم مثلا : هذه أكاذيب من موضوعات الشيعة! والبعض الآخر يقول : هم
صحابة رسول الله ، ولهم أن يقولوا في بعضهم ما شاؤوا ، أمّا نحنُ فلسنا في
مُستَواهم لكي ننتقدهم!!
سبه عن جد أو هزل.
راجع المغني لابن قدامة ١٠ : ١١٣ ، المحلي لابن حزم ١١ : ٤١١ وغيرها.
إذن معاوية بن أبي سفيان يكون
كافراً بنصّ أحاديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقواله.
وهذا الحكم على معاوية بن أبي
سفيان لابدّ أن يلتزم به الشيخ الألباني طبقاً لمبانيه; لأنّه لم يلتزم بعدالة
عموم الصحابة ، بل حكم على بعضهم بأنّهم في النار تبعاً لأحاديث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد ذكر تحت
حديث : « قاتل عمّار وسالبه في النار » ، أنّ أبا الغادية الجهني ( واسمه يسار بن
سبع ) ، وهو صحابي ، وهو قاتل عمّار ، وبما أنّه صحّ عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ قاتل عمار في
النار ، فيكون أبو الغادية الجهني من أهل النار مع أنّه صحابي ، قال الشيخ
الألباني في صحيحته ٥ : ١٨ ح ٢٠٠٨بعد تصحيحه حديث ( قاتل عمّار وسالبه في النار ،
قال : « .. وأبو الغادية هو الجهني ، وهو صحابي كما أثبت ذلك جمع ... وجزم ابن
معين أنّه قاتل عمار .. لا يمكن القول بأنّ أبا غادية القاتل لعمار مأجور لأنه
قتله مجتهداً ، ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « قاتل عمّار في النار » ، فالصواب أن يقال : إنّ القاعدة صحيحة
إلاّ ما دلّ الدليل القاطع على خلافها ، فيستثنى ذلك منها ، كما هو الشأن هنا ،
وهذا خبر من ضرب الحديث الصحيح بها ... » ومراد من القاعدة هي : إنّ جميع الصحابة
مجتهدون ، والله راض عنهم .. الخ.
فهنا على كلام الشيخ الألباني
يلزم إخراج معاوية من القاعدة والحكم بكونه من أهل النار ، وإلاّ يلزم ضرب
الأحاديث الصحيحة والتي صحح جميعها بالقاعدة ، وهو لا يقبل ذلك بل يقول : بلزوم
تقديم الحديث الصحيح على القاعدة!!