responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذّكر نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 204

وَلا تَلْوُونَ عَلَى أحَد وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي اُخْرَاكُمْ فَأثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )[١].

فهذه الآيات نزلتْ بعد معركة أُحد ، والتي انهزم فيها المسلمون بسبب رغبتهم في متاع الدنيا عندما رأوْا النّساء رافعات ثيابهن ، قد بدت أسواقهنّ وخلاخلهنّ على ما حكاه البخاري ، فعصوا الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما حكاه القرآن; فهل اعتبر الصّحابة بتلك الحادثة وتابوا إلى الله واستغفروه ولم يعودوا لمثلها بعد ذلك؟

كلاّ فإنّهم لم يتوبوا وعادوا إلى أكبر منها في غزوة حُنين ، والتي وقعتْ في آخر حياة النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان عددهم في تلك المعركة اثنى عشر ألفاً على ما ذكره المؤرّخون!!

ورغم كثرتهم فقد لاذوا بالفرار ، وولّوا مدبرين كالعادة; تاركين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسط أعداء الله من المشركين ، ومعه تسعة أو عشرة أنفار من بني هاشم على رأسهم الإمام علي بن أبي طالب ، كما نصّ عليه اليعقوبي في تاريخه وغيره[٢].

وإذا كان فرارهم يوم أُحد شنيع ، فهو في حنين أشنعُ وأقبحُ; لأنّ الصّابرين الذين ثبتوا معه يوم أُحد كانوا أربعة من ألف صحابي ، وهي نسبة واحد من كلّ مائتين وخمسين ، أمّا في يوم حُنين فكان الصّابرون الثّابتون


[١] آل عمران : ١٥٢ ـ ١٥٣.

[٢] ذكر اليعقوبي في تاريخه ٢ : ٣١ أنّه لم يبق مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ ثلاثة نفر : عليّ والزبير وطلحة. وفي تاريخ الإسلام للذهبي ١ : ١٧٣ : « لم يبق مع رسول الله إلاّ اثنا عشر رجلا ».

نام کتاب : فاسألوا أهل الذّكر نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست