أيّها الناس خذوها من خاتم النبيين صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّه
يموتُ من ماتَ منّا وليس بميّت ، ويبلى من بلي منّا وليس ببال ، فلا تقولوا بما لا
تعرفون فإنّ أكثر الحقّ فيما تنكرون ، واعذروا من لا حُجة لكم عليه ـ وأنا هو ـ
ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر ، وأترك فيكم الثقل الأصغر ، وركزتُ فيكم راية
الإيمان؟! »[١].
« أنظروا أهل بيت نبيّكم فألزموا سمتهم
، وأتبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردى ، فإن لبدوا فالبدوا ،
وإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتضلّوا ، ولا تتأخّروا عنهم فتهلكوا »[٢].
هذه أقوال الإمام علي عليهالسلام بخصوص العترة
الطاهرة الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً.
ولو تتّبعنا أقوال الأئمة من بنيه عليهمالسلام ، والذين خطوا في
النّاس ، أمثال الإمام الحسن ، والإمام الحسين ، وزين العابدين وجعفر الصّادق ، والإمام
الرضا عليهمالسلام
أجمعين ، لوجدناهم يقولون نفس الكلام ، ويرمون نفس المرمى ، ويرشدون الناس في كلّ
عصر ومصر إلى كتاب الله وعترة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
; لينقذوهم من الضّلالة ، ويدخلوهم في الهداية.
أضف إلى ذلك بأنّ التاريخ خير شاهد على
عصمة أهل البيت ، فلم يسجّل لهم إلاّ العلم ، والتقوى ، والورع ، والزهد ، والجود
، والكرم ، والحلم ، والمغفرة ، وكلّ عمل يحبّه الله ورسولهُ صلىاللهعليهوآلهوسلم.