وليس هناك شكّ أنّ ردّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يبطل دعوى
من يقول بأنّ عائشة هي أحبّ وأفضل أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وأكيد أيضاً أنّ عائشة ازدادت غيرة وكُـرهاً لخديجة عندما قرّعها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذا
التوبيخ ، وأعلمها بأنّ ربّه لم يُبدلَهُ خيراً من خديجة.
ومرّة أخرى يعلّمنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّه لا
يميل مع الهوى ، ولا يحبّ الجمال والبكارة; لأنّ خديجة سلام الله عليها تزوّجت
قبله مرّتين ، وكانت تكبره بخمسة عشرة عاماً ، ومع ذلك فهو يحبّها ولا ينثني عن
ذكرها ، وهذا
٨ : ١٠٣.
أمّا مجالد بن سعيد فقد وثّقه
غير واحد كما في مجمع الزوائد ١٠ : ٣٩٩ ، وهو حسن الحديث كما في مجمع الزوائد
أيضاً ٩ : ٢٤٢.
وذكره الذهبي في سير أعلام
النبلاء ٢ : ١١٢ من طريق مروان بن معاوية ، عن وائل بن داود ، عن عبد الله البهي ،
عن عائشة ، والسند حسن كما صرّح محقّق الكتاب بذلك.
وكذلك أخرجه الدولابي في
كتابه الذرية الطاهرة : ٣١ عن محمّد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، عن مروان بن
معاوية الفزاري ، عن وائل بن داود ، عن عبد الله البهي ، عن عائشة. وهذا السند حسن
كما ترى ، والحسن يحتج به; لأنّه من قسم الصحيح بالمعنى الأعم.
ومنه يتبيّن أن ما ذكره في « كشف
الجاني » : ١٣٣ من تضعيف هذه الزيادة واتهام المؤلّف بالكذب ليس بصحيح ، وناشئ من
عدم اطّلاع عثمان الخميس على رواياتهم ومباني علماء الحديث وذلك :
[١] إنّ مجالد بن
سعيد مختلف فيه ، فحديثه يكون حسناً على أقل تقدير.
[٢] إنّ مجالد بن
سعيد لم ينفرد بهذه الزيادة ، بل وردت عن عبد الله البهي ، وهو ثقة فيحتجّ بحديثه
، ويكون حديث مجالد بن سعيد صحيحاً; لأنّ له متابعاً صحيحاً وهو حديث عبد الله
البهي ، فيكون مقوّياً له.