غرت على خديجة[١] لكثرة ذكر رسول الله إياها وثنائه
عليها ، فقلتُ : ما تذكُر من عجوز من عجائز قريش ، حمراء الشّدقين ، هلكتْ في
الدّهر ، قد أبدلك الله خيراً منها.
قالت : فتغيّر وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تغيّراً ما
كنتُ أراه إلاّ عند نزول الوحي ، وقال : « لا ، ما أبدلني الله خيراً منها ، قد
آمنتْ بي إذ كفر بي النّاس ، وصدّقتني إذْ كذّبني الناس ، وواستني بما لها إذ
حرمني النّاس ، ورزقني الله عز وجلّ ولدها إذ حرمني أولاد النساء »[٢].
[١] قد مرّ بنا
سابقاً قولها : ما غرت على امرأة كما غرت على صفية ، وقولها : ما غرت على امرأة
إلاّ دون ما غرت على مارية ، لكِ الله يا عائشة ، فهل سَلمتْ واحدة من أزواج النبي
من غيرتك وأذيّتك؟ ( المؤلف ).
[٢] حديث غيرة عائشة
على خديجة رضي الله عنها ورد في مصادر أهل السنّة بكثرة وبألفاظ مختلفة ، والمؤلف
لفق بين هذه الأحاديث ، فقولها : « ما غرت على ... وثنائه عليها » يوجد في البخاري
٦ : ١٥٨ ، ونحوه بلفظ قريب منه في مسلم ٧ : ١٣٤ ، وسنن ابن ماجة ١ : ٦٤٣ ، وسنن
الترمذي ٣ : ٢٤٩ وغيرها.
أمّا قولها : « ما تذكر من
عجوز ... خيراً منها » يوجد بألفاظه المختلفة في كلّ من : صحيح البخاري ٤ : ٢٣١ ،
صحيح مسلم ٧ : ١٣٤ ، مسند أحمد ٦ : ١٥٤ ، السنن الكبرى النسائي ٧ : ٣٠٧ وغيرها.
أمّا قولها : « فتغيّر وجه
رسول الله صلىاللهعليهوآله ... أولاد النساء » يوجد بألفاظه المختلفة في : مسند أحمد ٦ : ١١٨ عنه
مجمع الزوائد ٩ : ٢٢٤ وقال : « رواه أحمد وإسناده حسن » ، فتح الباري ٧ : ١٠٣ ،
فيض القدير ٤ : ١٦٤ ، البداية والنهاية ٣ : ١٥٨ وقال : « تفرّد به أحمد واسناده لا
بأس به ، ومجالد روى له مسلم متابعة وفيه كلام مشهور والله أعلم ».
وانظر أيضاً المعجم الكبير
للطبراني ٢٣ : ١٣ ، تاريخ دمشق ٣ : ١٩٥ ، الاصابة