ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم إحياء لسنّة
عثمان ، ولهذه الأسباب نجد كثيراً من الأحكام في صحاح أهل السنّة والجماعة ولكن لا
يعملون بها; لأنّهم في أغلب الأحيان يأخذون بتأوّل أبي بكر ، وتأوّل عمر ، وتأوّل
عثمان ، وتأوّل عائشة ، وتأوّل معاوية بن أبي سفيان ، وغيرهم من الصحابة.
فإذا كانت الحميراء التي يؤخذ عنها نصف
الدّين تتأوّل في أحكام الله كيف تشاء ، فلا أعتقدُ بأنّ زوجها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يرضى منها
هذا ويأمر الناس بالاقتداء بها ، على أنّه ورد في « صحيح البخاري » وصحـاح أهل
السنّة إشارة إلى أنّ في اتّباعها معصية لله ، وسنُوافيك بذلك في أوانه إن شاء
الله.
وأمّا القائلون بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان
يُحبّها; لأنّ جبرئيل أتاه بصورتها قبل الزواج ، وأنّه لا يدخل عليه إلاّ في بيتها
، فهذه روايات تُضحك المجانين.
ولستُ أدري أكانت الصورة التي جاء بها
جبرئيل فوتوغرافية أم لوحة زيتية ، على أنّ صحاح أهل السنّة يروون بأنّ أبا بكر
بعث بعائشة إلى النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ومعها طبق من التمر لينظر إليها ، وهو الذي طلب من النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يتزوّج
ابنته ، فهل هناك داع لينزل جبرئيل بصورتها ، وهي تسكن على بعد بضع أمتار من مسكن
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟!!
وأعتقد أنّ مارية القبطية التي كانت تسكنُ مصر ، وهي بعيدة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما كان
أحد يتصوّر مجيئها ، هي أولى بأن ينزل جبرئيل بصورتها ، ويبشّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّ الله
سيرزقه منها إبراهيم.