وكانت عائشة إذا غضبتْ ( وكثيراً ما
كانت تغضب ) تهجرُ اسم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فلا تذكر اسم محمّد وإنّما تقول : وربّ إبراهيم[٢].
وقد أساءتْ عائشة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كثيراً
وجرّعْتهُ الغصص ، ولكن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
رؤوف رحيم ، وأخلاقه عالية وصبره عميق ، فكان كثيراً ما يقول لها : « ألبسَكِ
شيطانُكِ يا عائشة »[٣]
وكثيراً ما كان يأسى لتهديد الله لها ولحفصة بنت عمر[٤] ، وكم من مرّة ينزل القرآنُ بسببها.
[١] صحيح البخاري ٦
: ٢٤ و ١٢٨ باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد.
[٣] المعجم الصغير
للطبراني ١ : ١٧١ ، تلخيص الحبير ٢ : ٣٥ ، نيل الأوطار للشوكاني ١ : ٢٤٧ ، واستدلّ
به في مسألة فقهية وقال : « والحديث يدلّ على أنّ اللمس غير موجب للنقض ( أي نقض
الوضوء ) لأنّ عائشة لمست شعر النبي صلىاللهعليهوآله
لتراه هل اغتسل أم لا »؟ وفي صحيح مسلم ٨ : ١٣٩ بلفظ « أقد جاءك شيطانك ».
[٤] وقد تجنّى عثمان
الخميس في كتاب « كشف الجاني » : ١٣١ كعادته ، واتهم المؤلّف بالكذب والافتراء ،
وأنّه يعتمّد المصادر الشيعية التي لا قيمة لها عند السنّة؟!
وهذا جناية في
الكلام لا يقولها إلاّ من توسّم بالتقليد والتعصب; لأنّ كلّ الذي نقله المؤلّف كان
من مصادر أهل السنّة المعتبرة ، والتي تبيّن أخلاقيات عائشة وسيرتها مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل أكثرها
من صحيحي البخاري ومسلم اللذين هما أصحّ كتاب بعد كتاب الله!!
ولعلّ عثمان الخميس
لا يرى في هذه المسألة المتقدّمة وغيرها الكثير ممّا لم يذكر ممّا يؤذي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع أنّ
أيّ عاقل من المسلمين وغيرهم يرى أنّ هذه