إلّا أن يكون (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قد قال الكلمتين معا، أي أنّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قال: «كلهم من قريش، كلهم من بني هاشم». و يكون ذكر الفقرة الأولى توطئة، و تمهيدا لذكر الثانية؛ فثارت ثائرة قريش و أنصارها، و عجوا و ضجوا، و قاموا و قعدوا ...!!
و إلا .. فإن قريشا، و من يدور في فلكها لم يكن بغضبهم قوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «كلهم من قريش» بل ذلك يسرهم، و يفرحهم، لأنه هو الأمر الذي ما فتئوا يسعون إليه، بكل ما أوتوا من قوة و حول، و يخططون و يتآمرون، و يعادون و يحالفون من أجله، و على أساسه، فلما ذا الهياج و الضجيج، و لما ذا الصخب و العجيج، لو كان الأمر هو ذلك؟!.
الموقف .. الفضيحة
و لا نشك في أن طائفة الأخيار، و المتقين الأبرار من صحابة النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كانت تلتزم بأوامره (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و تنتهي بنواهيه، و تسلم له (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) في كل ما يحكم و يقضي به.