responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 9
فإذا وقف الإنسان على جمال حبيبه، فإنّه يعشقه لأنّ الإنسان يعشق الجمال، وإذا عشق الحبيب لجماله، سيقبّل جداره وكلّ آثاره لو لم يتمكّن من تقبيله، فلا يُشكل علينا أنّ هذا الفعل شرك[1] والذين توهّموا الشرك في هذه الأفعال إنّما ينشأ توهّمهم هذا من عدم معرفة مقام أهل البيت (عليهم السلام) معرفة جمالية، ولو أنّهم عرفوا مقامهم سلام الله عليهم لفعلوا كما فعل قيس العامري إلاّ أنّ معرفتهم الأئمة المسلمين حقّاً معرفة جلالية مع أنّ لهم رتبة اُخرى لا يعرفهم فيها إلاّ الله سبحانه، وهذه المعرفة هي الرتبة العليا في المعرفة وتسمّى المعرفة الكمالية[2]،


[1] إنّ الشرك له معنى عند أهل التفسير والعقائد ألا وهو عبادة غير الله مع الله سبحانه، ونحن عندما نفعل هذا التعظيم لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) ولذرّياتهم الكريمة فليس المقصود منه العبادة، ولا يقول أحد من الشيعة ـ عامّتهم أو علماءهم ـ إنّنا نرى في صاحب الضريح له أو يفعل فعل الإله بالاستدلال، ومن في قلبه شكّ في كلامي فليرجع إلى كتبهم ومن في قلبه مرض ندعو الله تعالى أن يزيل مرضه.

[2] قسّم الاُستاذ المعرفة الإلهية إلى ثلاثة أقسام:

أوّلها ـ المعرفة الجلالية، والتي معناها سلب النقص عن المعرّف وبيان الحدود، فقولنا الله تعالى ليس بجسم، ليس متّحداً مع غيره، ليس في جهة وغيرها من الصفات التي يجلّ الله تعالى عنها وتسمّى الصفات الجلالية، وعند بيان أنّه تعالى واجب الوجود وليس ممكن الوجود فنكون قد بيّنّا الفرق بينه وبين مخلوقاته، هذه هي المعرفة الجلالية.

ثانيها ـ المعرفة الجمالية، وهي أن نعرف الله تعالى بصفات الجمال وأنّه يتّصف بالعلم والقدرة والحياة وبصفات أفعالية كالرازق والخالف وغيرها.

ثالثها ـ المعرفة الكمالية، وهي المعرفة التامّة أي معرفة الكنه والحقيقة، وهذه ممتنعة على المخلوق ولا يعرف الله بهذه المعرفة إلاّ الله تعالى لأنّه هو الذي يعلم ذاته ولأنّه لا محدود فلا يحيط به شيء وهو يحيط بكلّ شيء، وقد وردت روايات كثيرة تؤكّد هذا.

وأمّا معرفة النبيّ وأمير المؤمنين وأهل البيت (عليهم السلام) لله تعالى فهي معرفه جمالية إلاّ أنّها أعلى مراتب المعرفة الجمالية لأنّ المعرفة الجمالية لها مراتب متفاوتة. وأمّا المعرفة الكمالية فقد ورد عنه (صلى الله عليه وآله): «ما عرفناك حقّ معرفتك». وهكذا أهل البيت (عليهم السلام) هناك من يعرفهم معرفة جلالية أي بسلب النقوص عنهم في الرتبة البشرية وأنّهم يجلّون عن غيرهم من أهل المعصية والفجور والزلل والخطل والوهم والانحراف والاشتباه والالتباس، كما ورد ذلك في الزيارة الجامعة التي سوف تأتي إن شاء الله كما أنّهم يعرفون بالمعرفة الجمالية أي نعرفهم كما يعرفهم سلمان المحمّدي بأنّهم أهل الفضل ولهم أعلى الرتب في كلّ كمال فضلا عن تنزّههم عن كلّ نقص، ولهم معرفة اُخرى هي المعرفة الكمالية أي الإحاطة بكنههم وحقيقتهم، وهذه لا يرتقي إليها مخلوق إلاّ هم، فهم يعرفون حقيقة أنفسهم فقط والله من ورائهم محيط فلذلك قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام): «يا عليّ ما عرفني إلاّ الله وأنت، وما عرفك إلاّ الله وأنا». وهذه الرتب تجري على سيّدتنا زينب لأنّها من أهل البيت (عليهم السلام) إلاّ أنّهم حجج الله تعالى وخلفائه ولهم من الصفات والحقيقة التي لا يدانيهم فيها حتّى مثل زينب (عليها السلام). ولكن لا بدّ أن نعرفها بالمعارف الثلاثة حتّى نطّلع على مقامها الشامخ.

نام کتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست