responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 59
ثمّ إنّ العصمة التي تبتني على الصبر تجعل صاحبها على درجة من اليقين بحيث لو كشف له الغطاء لما ازداد يقيناً بينما نرى أنّ إبراهيم الخليل (عليه السلام) طلب من ربّه أن يرى ما يطمئنّ به القلب، وهذا لأنّ عصمته بنيت على العلم والزهد، في حين أنّ أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) لم يطلب ذلك من ربّه لأنّ صبره أساس الأخلاق، واليقين جزء من الأخلاق، إنّ الزهد والتقوى جنديّان من جنود العقل وحبّ الدنيا من جنود الجهل كما هو مبيّن في محلّه[1].

فلا بدّ للعاقل من الاتصاف بالزهد والتقوى وباقي الصفات التي أعدّها الله من جنود العقل، والصبر أساس لكلّ هذه الجنود، كما عند علماء الأخلاق والعرفان أنّ مراحل التهذيب عبارة عن التخلية والتحلية والتجلية، وكلّها تبتنى على الصبر.

فبالصبر لم يصدر من عليّ (عليه السلام) ترك الأولى، فلا يقال لمثله (عليه السلام): كان الأولى له أن يفعل كذا في سياسته أو اقتصاده، وأعماله وسلوكه، وهكذا كان أولاده المعصومين (عليهم السلام) بالعصمة الذاتية المبتنية على العلم التامّ اللدنّي وعلى الصبر.

فإذا عرفنا أنّ العصمة التي عند النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) عصمة ذاتية، أي ذاتاً عصمهم الله من كلّ شين ونقص وذنب وخطأ ونسيان وحتّى ترك الأولى في النبيّ محمّد وآله الطاهرين (عليهم السلام)، وذلك باختبار وامتحان منه سبحانه في العوالم السابقة، فأعطاهم الله العصمة، فإذا عرفنا هذا، فإنّ التي عند زينب وأمثال زينب


[1] ذكر أهل البيت (عليهم السلام) أنّ للعقل جنوداً وللجهل جنوداً، وهذا مفصّل في اُصول الكافي باب العقل والجهل، فراجع.

نام کتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست