responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 53
هذه الصفات تتجلّى في خلقه فترى الخلق كلّه يسبّح بحمده[1]، فمثلا نرى صفة الحياة تتجلّى في خلقه، ولكن هذه الحياة لها مراتب متعدّدة، كالرتبة الجمادية والنباتية والحيوانية والإنسانية والملائكية والرتبة العليا هي الرتبة الإلهية، وهكذا قدرته وكلّ أسمائه وصفاته تتجلّى وتظهر في هذا الكون الذي هو مرآة عاكسة لصفات الله تعالى، والذي يجمع هذه الصفات ويعكسها كلّها وتتجلّى فيه هو الإنسان الكامل فيسمّى بجامع الجمع[2]، لأنّ هناك من المخلوقات ما يتجلّى فيه صفة واحدة من صفات الله تعالى وبعضها أكثر من ذلك وكلّ بحسبه، فالإنسان الكامل هو المخلوق الوحيد الذي تتجلّى فيه ألف وواحد من الصفات، وتسعة وتسعون منها تسمّى بالأسماء الحسنى لورودهافي القرآن الكريم، وهذه الأسماء لها الأثر التامّ عند الدعاء بها، ولكن لا بدّ لنا أن نعرف من هو الإنسان الكامل؟ فيكون الجواب هو من كانت له الرتبة العليا والسيادة المطلقة على الخلق ألا وهو النبيّ الأكرم محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) أي أنّ هذه الأسماء والصفات تتجلّى كاملةً في الحقيقة المحمّدية، وهذه الحقيقة تتجلّى في الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ثمّ العلماء ثمّ الأمثل فالأمثل. فلهذا صار الإنسان خليفة الله تعالى في الأرض الذي يحمل


[1] إشارة إلى الآيات القرآنية الكثيرة التي تصرّح بأنّ كلّ ما في الوجود يسبّح لله تعالى: (وَإنْ مِنْ شَيْء إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (الإسراء: 44)، وهذا ما ورد في سورة الحشر أيضاً (سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) (الحشر: 1)، وهذه الآية تكرّرت في سورة الصفّ ـ سورة الحديد ـ وسورة الجمعة بزيادة.

[2] سمّي بجامع الجمع لأنّه جامع لجميع الصفات الإلهية والأسماء الحسنى.

نام کتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست