responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبادات بين المذاهب والحكام نویسنده : الورداني، صالح    جلد : 1  صفحه : 95
ولما كان الفقهاء قد اعتبروا الإمام هو الحاكم على أساس الروايات المنسوبة للرسول فمن هنا قالوا بجواز إعطاء الزكاة للحاكم ومنحوه الحق الشرعى فى توزيعها فى مصارفها الثمانية ..

ومن هنا فقدت الزكاة دورها الاجتماعى والاقتصادى فى واقع المسلمين ، فأمام الحكام وفسقهم ومظالمهم تراجع المسلمون عن تسليمهم الزكاة ، والزكاة التى كانوا يتسلمونها لم تكن تصل إلى مستحقيها ، ولو كانت تصل إلى مستحقيها ما كانت ظواهر الفقر والفساد والانحلال تنمو وتترعرع فى واقع المسلمين ..

لقد حدد الله سبحانه نصيباً من الزكاة للرقاب وهم الأرقاء . إلا أن الواقع يشهد أن ظاهرة الرق أزدادت انتشاراً فى واقع المسلمين بعد وفاة الرسول خاصة فى العصر الأموى والعباسى ..

وحدد الله سبحانه نصيباً للغارمين من الزكاة وهم المدينين الذين أثقلتهم الديون ودفعت بهم إلى طريق مسدود ، وهم طائفة لم يعبأ بها أحد فى واقع المسلمين وفى ظل دولة الخلافة التى تطبق شرع الله بزعمهم ..

ولو سيطر الفقهاء على الزكاة وعزلوها عن الحاكم لكان هذا خيراً للإسلام والمسلمين ولجعلوا أنفسهم مركز قوة فى واقع المسلمين وجهة نفوذ وتأثير تجعلهم يؤثرون فى الحاكم وسياساته لا يتأثرون بها ويستسلمون لها ..[4]

وما يدل على التطبيق الخاطئ المنحرف للزكاة على مشهد من الفقهاء أن عمر بن عبد العزيز عندما تسلم الحكم وطبق شرع الله فى الأموال شبعت الرعية وأصبحت فى غنى ونادوا فى الطرقات عن مستحقى الزكاة فلم يجدوا ، فانطلقت الدولة تزوج الشباب وتصلح فى الأرض بأموال الزكاة ..[5]

نام کتاب : العبادات بين المذاهب والحكام نویسنده : الورداني، صالح    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست