responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 763
اتَّبعوهُمْ بإحسان رَضيَ اللهُ عَنهُمْ وَرَضْوا عَنهُ) وقوله: (يَا أَيُّها النَّبيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَنْ اتّبَعكَ منَ المؤمنينَ)... في آيات كثيرة يطول ذكرها وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله له إلى تعديل أحد من الخلق...[1]

إن المستشهدين بهذه الآيات قد فاتهم اُمور منها: إن الآيات التي تمتدح الصحابة، يقابلها آيات عديدة وردت في ذم عدد منهم حتى إن بعض الصحابة كانوا يسمون سورة التوبة (الفاضحة) وأنهم كانوا يوجسون خيفة من أن يذكرهم الله بأسمائهم في مقام الذم، كما أن الآيات التي تمتدح الصحابة ليست على إطلاقها، بل معظمها يقيد ذلك الرضوان من الله بالمؤمنين منهم، وهم الذين استمروا على هذا الخط ولم يبدّلوا أو يغيّروا، ومن الآيات التي تثبت ذلك آية طالما يستشهد بها الجمهور على عدالة الصحابة، في قوله تعالى: (مُحمَّدٌ رَسولُ اللهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلى الكُفّارِ رُحَماءُ بَينَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللهِ وَرِضواناً سِيماهُمْ في وجُوهِهمْ مِنْ أَثَرِ السُّجودِ ذلكَ مَثلهُم فِي التَّوراةِ وَمَثَلُهمْ فِي الانجيلِ كَزَرْعِ أَخرَجَ شَطأَهُ فَآزرَهُ فاستَغلظَ فاستَوى عَلى سُوقهِ يُعجِبُ الزُّرّاعَ لِيغيظَ بِهِم الكُفّارَ وَعَدَ الذينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصّالحاتِ مِنْهُم مَغفِرَةً وَأَجراً عَظيماً)[2].

ومعظم المفسرين يتجاهلون الجزء الأخير من الآية لورود لفظة (منهم) فيها، أو يتصرفون في معناها اللغوي، مع أن اللفظة واضحة تماماً وهي تدل على التبعيض، حيث شرط الله سبحانه وتعالى رضوانه بالمؤمنين الذين يعملون الصالحات من بينهم دون غيرهم، وفي ذلك يقول الرازي: وقوله تعالى (منهم...) لبيان الجنس لا للتبعيض، ويحتمل أن يقال هو


[1] مقدمة كتاب الاصابة في تمييز الصحابة.

[2] سورة الفتح: 29.





نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 763
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست