responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 732
فقالوا: ما شأنه، أهجر؟ استفهموه، فذهبوا يردون عليه[1].

وعند الطبري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: يوم الخميس وما يوم الخميس! قال: ثم نظرت إلى دموعه تسيل على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ائتوني باللوح والدواة -أو بالكتف والدواة- أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده"، قال: فقالوا: إن رسول الله يهجر![2].

فيتبيّن من مقارنة هذه الروايات أن عمر بن الخطاب قد اعترض على النبي (صلى الله عليه وآله) وقال إنه يهجر، أي يهذي! مما أغضب النبي (صلى الله عليه وآله) فطردهم من مجلسه.

أما الأمر الآخر في هذه الروايات، فهو حذف بعض ما جاء فيها، ففي بعضها: وأوصى بثلاث، قال: "اُخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت اُجيزهم"، وسكت عن الثالثة عمداً، أو قال: فنسيتها![3].

وفي رواية: والثالثة خير، إما أن سكت عنها، وإما أن قالها فنسيتها[4].

فالراوي -وهو سعيد بن جبير- يدّعي أنه إما أن يكون ابن عباس قد سكت عن الوصية الثالثة، أو يكون قد ذكرها ولكن سعيداً نسيها! ولا يمكن تصوّر وتصديق هذا العذر، بل إن الحقيقة تدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد أوصى بشيء مهم وخطير، ولكن ظروف السياسة استدعت اخفاء تلك الوصية لأنها حتماً ستقلب الأوضاع رأساً على عقب، ولا يمكن تخيّل وصية النبي (صلى الله عليه وآله) إلاّ باستخلاف علي بن أبي طالب، ويمكن التحقّق من ذلك بملاحظة قول


[1] صحيح البخاري 6: 11، 4: 120 باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب، الكامل في التاريخ 2: 320 حوادث سنة 11 هـ.

[2] تاريخ الطبري 3: 192 حوادث 11 هـ.

[3] صحيح البخاري 6: 11.

[4] المصدر السابق 4: 120.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 732
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست