responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 729
البعيدة عن عاصمة الإسلام، وتوضح رواية ابن سعد ذلك، إذ قال: فلما كان هلال شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة، خرج اُسامة فسار إلى أهل أبنى عشرين ليلة! فشنّ عليهم الغارة، وكان شعارهم (يا منصور أمِتْ)،فقتل من أشرف له، وسبى من قدر عليه، وحرّق في طوائفها بالنار، وحرّق منازلهم وحروثم ونخلهم، فصارت أعاصير من الدخاخين، وأجال الخيل في عرصاتهم، وأقاموا يومهم ذلك في تعبئة ما أصابوا من الغنائم.. وبلغ هرقل وهو بحمص ما صنع اُسامة، فبعث رابطة يكونون بالبلقاء، فلم تزل هناك حتى قدمت البعوث الى الشام في خلافة أبي بكر وعمر[1].

فيتبيّن من ذلك، أن النبي (صلى الله عليه وآله)، قد أراد أن يتخذ التدابير الكافية لاستخلاف علي بن أبي طالب قبيل وفاته بقليل، فأنفذ هذا البعث الى تلك البلاد البعيدة في الوقت الذي كان بعض المرتدين يشكّلون خطراً أكبر على المدينة! وأوعب في ذلك البعث رجالات قريش الذين يتوقع منهم منافسة علي على الأمر، وأمّر عليهم شاباً صغيراً ليس من قريش، ولا ممن تهمه أهداف قريش ومطامعها، حتى يكونوا تحت امرته بعد عودتهم الى المدينة، فلا يقدروا على تغيير شيء أو القيام بما يسمى في الاصطلاح الحديث بانقلاب عسكري للإطاحة بحكومة علي، وشدّد النبي على انفاذ البعث، ولعن المتخلفين عنه[2]، ولكن تدابيره لم تنفع في استنهاض الهمم، فاُسامة كان لا يعرف مرمى النبي من ذلك، وجرفته عاطفته وحبّه للنبي إلى التثاقل على أمل أن يجده بارئاً، ولاقى ذلك هوىً في نفوس القوم الذين كانوا يحرصون على التأخير، بعد أن فهموا غرض النبي من كل ذلك!


[1] الطبقات الكبرى 2: 136.

[2] الملل والنحل للشهرستاني 1: 23.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 729
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست