responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 608
كيفية التخلص من هذا الإشكال، فراحوا يبنون آراء تبعث على السخرية، فقد قال ابن حجر: قوله: فقال يا رسول الله! أتصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه! كذا في هذه الرواية إطلاق النهي عن الصلاة، قد استشكل جداً حتى أقدم بعضهم فقال: هذا وهم من بعض رواته! وعاكسه غيره فزعم أن عمر اطلع على نهي خاص في ذلك! وقال القرطبي: لعل ذلك وقع في خاطر عمر، فيكون من قبيل الإلهام! ويحتمل أن يكون فهم ذلك من قوله ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين. قلت: الثاني، يعني ما قاله القرطبي أقرب من الأول لأنه لم يتقدم النهي عن الصلاة على المنافقين، بدليل أنه قال في آخر هذا الحديث، قال: فأنزل الله: ولا تصلّ على أحد منهم...الخ.

وقال أيضاً: واستشكل فهم التخيير من الآية حتى أقدم جماعة من الأكابر على الطعن في صحة هذا الحديث مع كثرة طرقه واتفاق الشيخين وسائر الذين خرجوا الصحيح على تصحيحه... قال ابن المنير: مفهوم الآية زلّت فيه الأقدام، حتى أنكر القاضي أبو بكر صحة الحديث وقال: لا يجوز أن يقبل هذا، ولا يصح أن الرسول قاله...! وقال إمام الحرمين في مختصره: هذا الحديث غير مخرّج في الصحيح! وقال في البرهان: لا يصححه أهل الحديث! وقال الغزالي في المستصفى: الأظهر أن هذا الخبر غير صحيح! وقال الداودي: هذا الحديث غير محفوظ...![1]

وخلاصة القول في الحديث، أن أحدهم قد تورّط بوضع حديث (عمر المحدّث)، ولأجل ترسيخه في الأذهان نسج الآخرون روايات الموافقة، كما يدل على ذلك كلام النووي، ولأجل التأكد من عدم صحة الموافقة في قضية


[1] فتح الباري 8: 269.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 608
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست