responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 454

كتاب المعتضد في معاوية

إن موقف العباسيين المتقلب من معاوية كان منبعثاً من الظروف السياسية المحيطة بالدولة من جهة، وبوجهة نظر خلفاء بني العباس من جهة اُخرى، فقد لاحظنا أن الموقف في بداية قيام الدولة العباسية، وفي زمن خليفتهم الأول السفاح بالتحديد كان يتميز بالنكاية في الاُمويين والانتقام منهم بهدف استئصالهم، وكذلك بذمّهم وإسقاطهم أمام الرأي العام تقرباً من الناس الذين كانوا قد ضاقوا ذرعاً بالاُمويين. إلاّ أن الموقف بدأ يتغير منذ عهد خليفتهم الثاني أبو جعفر المنصور، خاصة بعدما بدأت ثورات العلويين ضد دولة بني العباس; فاتجه اهتمام هؤلاء الى بني عمهم من العلويين الثوار ومحاولة النيل منهم بشتى الطرق، واستمر هذا الاتجاه المعادي للعلويين -والمهادن للاُمويين في الوقت نفسه- حتى أيام الخليفة المأمون بن هارون الرشيد الذي بدأ يقرّب العلويين ويمتدحهم، ويذم الاُمويين، حتى إنه أمر بانشاء كتاب بلعن معاوية بن أبي سفيان! ولكن يبدو أن الكتاب لم يُقرأ على الناس في المساجد كما كان قد تقرّر، لأسباب لعل أهمها هو تحذير بعض خواص المأمون له من إمكان ثورة العامة وانتشار القلاقل، ذلك لأن الاعلام الاُموي كان قد نجح في تعبئة رأي عام مؤيد له، أو على الأقل يكنّ الاحترام والحب لمعاوية بن أبي سفيان -كونه صحابياً- وقيام البعض بنشر فضائله المختلقة حتى ترشح في أذهان الكثير من العوام صحتها وصدقها، وربما كانت هناك أسباب اُخرى ثبطت من عزم المأمون، حتى جاء الخليفة المعتضد، فأمر باخراج الكتاب -كما يذكر الطبري في حوادث سنة أربع وثمانين ومائتين-

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست