responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 289
عبدالله بن عباس إليهم، وبعثوا محمد بن طلحة السجّاد الى علي، وعوّلوا جميعاً على الصلح، وباتوا بخير ليلة لم يبيتوا بمثلها للعافية، وبات الذين أثاروا أمر عثمان بشرّ ليلة باتوها قط، قد أشرفوا على الهلكة، وجعلوا يتشاورون ليلتهم كلها، حتى اجتمعوا على انشاب الحرب في السر، واستسرّوا بذلك خشية أن يفطن بما حاولوا من الشر، فغدوا مع الغلس وما يشعر بهم جيرانهم، انسلوا الى ذلك الأمر انسلالا، (وانظر مع ذلك الموضع من تاريخ ابن كثير، تاريخ الطبري 5: 202 - 203، ومنهاج السنة 2: 185، و 3: 225 و 241)، وهكذا انشبوا الحرب بين علي وأخويه طلحة والزبير، فظن أصحاب الجمل أن علياً غدر بهم، وظن علي أن اخوانه غدروا به، وكل منهم أتقى لله من أن يفعل ذلك في الجاهلية فكيف بعد أن بلغوا أعلى المنازل من أخلاق القرآن"[1].

تناقض الرواية وتهافت المؤلفين

لقد استشسهد الخطيب بابني كثير وتيمية، وهما مع ابن العربي من أكثر المؤلفين الذين اعتمدوا على روايات الطبري بطريق سيف بن عمر حول الأحداث المهمة في تاريخ المسلمين، وعملوا على ترويجها، ولا أظن أن ذلك كان عن جهل منهم بعدم صحة هذه الروايات، ولكن هناك أهدافاً بعيدة المدى - سنكشف النقاب عنها فيما بعد- من وراء تمسك اُولئك المؤلفين ومن بعدهم معظم المؤلفين المعاصرين بهذه الروايات. فإن أدوات البحث العلمي لم تكن تنقص أحدهم للتوصل الى الحقائق، والكفيلة بكشف نواحي الخلل والتناقض في روايات سيف، والأراجيف المكشوفة التي يروّجها بين المسلمين، والتي ذهب ضحيتها - بسبب المؤلفين- جمهور المسلمين من


[1] العواصم من القواصم: هامش 226.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست