responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 263
به، وصنعتِ ما أمرني الله به! فأمرك عندي غير مطاع، وكتابك غير مجاب، والسلام"[1].

التفاوض

على الرغم من أن رواية ابن العربي عن الطبري بطريق سيف، ومن بعده الخطيب تظهر عثمان بن حنيف رجلا نزقاً ميالا الى الشر، فإن باقي المصادر تبرز مدى حكمة هذا الرجل وتأنّيه، فهو على الرغم من استماعه الى الأحنف ابن قيس -وهو المعروف بحلمه وسعة صدره- الذي كان يحرض عثمان بن حنيف على المبادرة الى قتال القوم قبل دخولهم البصرة، وقد تبعه في ذلك حكيم بن جبلة فقال مثل قول الأحنف من تحريض عثمان على المناجزة وأخذ زمام المبادرة من خصومه، وهذا في الحقيقة منطق عسكري سليم، إلاّ أن عثمان بن حنيف قرر التأني وعدم المبادرة بانشاب القتال، وكان جوابه للأحنف بن قيس: الرأي ما رأيت، لكنني أكره الشر، وأن أبدأهم به، وأرجو العافية والسلامة الى أن يأتيني كتاب أمير المؤمنين ورأيه فأعمل به.

وتبعاً لذلك فإنه لم يبدأ بشن الغارة على أصحاب الجمل، بل فعل ما يفعله الرجل الحكيم المسالم حين أرسل إلى خليفته بكتاب يخبره بما جرى، فأجابه الخليفة علي بن أبي طالب بكتاب جواباً عليه، يتضمن هو الآخر نفس الروحية في عدم المبادأة بالقتال، والاكتفاء بدعوة القوم الى الدخول في الطاعة والسلم، فكان مما جاء في كتابه:


[1] شرح نهج البلاغة 6: 226، الطبري 4: 476.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست