responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 113
الفاسدة؟!

وأما احتجاج ابن العربي، بأن عثمان قد ولّى الوليد لأنه ابن البيضاء عمة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، -وهذا هو ما ادعاه عثمان- فهو احتجاج شديد التهافت، لأن في الصحابة من هو أكثر قرابة وأمس رحماً بالنبي من الوليد بن عقبة، ولو أننا أعرضنا عن أقارب النبي المقربين، كعلي بن أبي طالب أو ابن عباس أو غيرهما، فالزبير بن العوام كان ابن صفية، وهي عمة النبي (صلى الله عليه وآله) أيضاً، فضلا لما للزبير من فضل على الوليد في الصحبة والسابقة!

أما العذر الآخر الذي يحاول ابن العربي أن يلتمسه لعثمان في تولية الوليد، فهو:

" إن الولاية اجتهاد، وقد عزل عمر بن سعد بن أبي وقاص وقدّم أقل منه درجة "[1].

ولكن عمر بن الخطاب لم يكن ليعزل والياً كسعد بن أبي وقاص، إلاّ أن اشتكى منه أهل الكوفة وطلبوا الى الخليفة عزله عنهم، وكان عمر يراعي مشاعر الناس، فلا يفرض عليهم والياً وهم له كارهون. "وكانت الأمصار في عهد عمر تسخط أحياناً على ولاتها، ولا سيما في العراق، غير أن حنكة عمر وسياسته الصائبة كانت لا تسمح للامتعاض أن يتحول الى فتنة وعصيان، حيث كان الخليفة عمر يسارع الى عزل غير المرغوب فيه من ولاته - الذين كانوا يرهبون جانبه، مهما كانت مكانتهم- بعد التأكد من عدم جدوى بقائهم، ولكن عثمان رغم علمه بسوء تصرف ولاته وموظفيه، أصرّ على بقائهم مما زاد في نقمة الساخطين عليه"[2].


[1] العواصم من القواصم: 100.

[2] موجز تاريخ العرب والاسلام، د. حسين قاسم العزيز: 158.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست