responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شبهات السلفية نویسنده : جواد حسين الدليمي    جلد : 1  صفحه : 76
فضائله، فمرّة يتأوّلها بما لا يحتمل، ومرّة يقصد أن يضع من قدرها بقياس منتقض، ولا تزداد مع ذلك إلاّ قوّة ورفعة ووضوحاً واستنارة.

وقد علمت أنّ معاوية ويزيد ومن كان بعدهما من بني مروان أيّام ملكهم، وذلك نحو ثمانين سنة، لم يدعوا جهداً في حمل الناس على شتمه ولعنه وإخفاء فضائله وستر مناقبه وسوابقه...

وقد تعلمون أنّ بعض الملوك ربّما أحدثوا قولا أو ديناً لهوىً، فيحملون الناس على ذلك، حتّى لا يعرفون غيره، كنحو ما أخذ الناس الحجّاج بن يوسف بقراءة عثمان وترك قراءة ابن مسعود وأُبيّ بن كعب، وتوعّد على ذلك بدون ما صنع هو وجبابرة بني أُميّة وطغاة بني مروان بولد علي وشيعته، وإنّما كان سلطانه نحو عشرين سنة، فما مات الحجّاج حتّى اجتمع أهل العراق على قراءة عثمان، ونشأ أبناؤهم ولا يعرفون غيرها لإمساك الآباء عنها وكفّ المعلّمين عن تعليمها، حتّى لو قرئت عليهم قراءة عبد الله وأُبيّ ما عرفوها ولظنّوا بتأليفها الاستكراه والاستهجان، لإلف العادة وطول الجهالة، لأنّه إذا استولت على الرعيّة الغلبة، وطالت عليهم أيّام التسلّط، وشاعت فيهم المخافة وشملتهم التقيّة، اتّفقوا على التخاذل والتناكب، فلا تزال الأيّام تأخذ من بصائرهم، وتنقص من ضمائرهم، وتنقض من مرائرهم، حتّى تصير البدعة التي أحدثوها غامرة للسُنّة التي كانوا يعرفونها.

ولقد كان الحجّاج، ومن ولاّه كعبد الملك والوليد، ومن كان قبلهما وبعدهما من فراعنة بني أُميّة، على إخفاء محاسن علي وفضائله، وفضائل ولده وشيعته وإسقاط أقدارهم، أحرص منهم على إسقاط قراءة عبد الله وأُبيّ، لأنّ تلك القراءات لا تكون سبباً لزوال ملكهم وفساد أمرهم

نام کتاب : شبهات السلفية نویسنده : جواد حسين الدليمي    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست