responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شبهات السلفية نویسنده : جواد حسين الدليمي    جلد : 1  صفحه : 53
فقال لها: إنّ الله قد وسّع على المؤمنين في التقيّة فاستتري، فإنّ هذا المسرف على نفسه الجبّار العنيد قد ذكرك، قالت: إن يأخذني فهو أشقى بي، فأمّا أنا فما أحبّ أن يعنّت إنسان بسببي، فوجّه إليها عبيد الله بن زياد فأتى بها، فقطع يديها ورجليها ورمى بها في السوق، فمرّ أبو بلال والناس مجتمعون فقال: ما هذا؟ فقالوا: البلجاء، فعرّج إليها فنظر ثمّ عضّ على لحيته وقال لنفسه: لهذه أطيب نفساً عن بقية الدنيا منك يا مرداس(1) .

ـ وقال أبو سعيد الكدمي الإباضي: والعذر في التقيّة في الدين في ما يجوز كالعذر في التقيّة في النفس في ما يجوز... ومن كان في حال التقيّة جاز لهُ أن يدعو لمن لا يتولاّه بما يدعو به لأهل الولاية، ويعقد المعنى لغيره(2) .

ـ وقال أبو بكر السمدي الإباضي: إنّه من كذب كذبة فهو منافق، إلاّ أن يتوب، فإن تاب، وإلاّ برئ منه، ومن يقول إنّه منافق، يقول: إنّها كبيرة ما كانت إلاّ في تقيّة أو إصلاح(3) .

التقيّة عند الأديان الأُخرى:

ـ وليس الأمر مقتصراً على الفرق والمذاهب الإسلامية فحسب، بل حتّى بقيّة الأديان لم تجد لها مفزعاً سوى الالتجاء إلى التقيّة، عندما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فقد اتّخذ الرسل وأتباعهم من النصارى دياميس روما ومغاراتها تحت الأرض سكناً وأمناً لهم لما لاقوه من ظلم وقتل


[1]الكامل ـ للمبرّد ـ ج 2 ص 181 ـ 182.

[2]المعتبر ج 1 ص 216.

[3]المصنفّ ـ لأبي بكر السمدي ـ ج 2 ص 203.

نام کتاب : شبهات السلفية نویسنده : جواد حسين الدليمي    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست