responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شبهات السلفية نویسنده : جواد حسين الدليمي    جلد : 1  صفحه : 225
إسلاماً(1) ، هل يستطيع ابن كثير أو من هو على شاكلته أن ينكر إيمان علي ابن أبي طالب أو من يرى رأيه من الصحابة في أبي هريرة؟!

ثانياً: لا يخفى على ذوي الألباب بأنّ للإيمان شقّين، أوّلهما: باطني ارتباطيّ بين العبد وربّه وهو المطّلع سبحانه على حقيقة ما يؤمن به العبد، والعالم بما يكنّه قلبه، فلا ابن كثير ولا غيره يستطيع أن يحدّد ماهيّة إيمان العبد.

والثاني: هو ما يُكتفى به من العبد من ظاهر الإسلام وبه تحقن الدماء، وتدرأ الشبهات، وعليه تجرى الحدود والشهادات والفرائض والمواريث والعقود والمناكح، وبذلك جاء الصادع المشرّع (صلى الله عليه وآله وسلم) وجرت عليه الشريعة السمحة، وهو قول الشهادتين، والنصوص بذلك متضافرة كحديث أُسامة عندما قتل الرجل الذي قال: لا إله إلاّ الله، بعدما علاه بالسيف، وقول النبي (صلى الله عليه وسلم) له: أشققت عن قلبه حتّى تعلم قالها أم لا(2) ؟!

ونقول نحن: إنّا نشهد ألا إله إلاّ الله، ونوحّده بالوحدة الحقّة الصرفة المطلقة المنزّهة عن الاثنينية والمثلية، والتكرّر والتكثّر، والتجزئة والتركيب، والزمان والمكان، والتحيّز والجهة، والحلول والاتّحاد، والضدّ، وحلول الحوادث فيه، وكلّ ما لا يليق بساحة قدسه تعالى.

كما نؤمن بأنّ صفاته الذاتية هي عين ذاته، ولم نقل بزيادتها ونجعله ثـامن ثمـانية، أو نعطّله عنهـا، كمـا فعل غيرنا، ونؤمن بصفاته الفعلية، وأنّها منتزعة من مقام فعله سبحانه، ونؤمن بعدله وننفي القبح والظلم عنه،


[1]هذه نصوص وآثار ثابتة بعضها متواتر لفظاً وبعضها متواتر معنىً، فاستغنينا بذلك عن تخريجها.

[2]متّفق عليه، رواه مسلم ج 1 ص 67 ـ 68، والبخاري ج 5 ص 296 ح 279.

نام کتاب : شبهات السلفية نویسنده : جواد حسين الدليمي    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست