responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 3
وميلها إلى الشىء، وعن إدبارها عنه وتولّيه، فإن الأشياء برمّتها وحذافيرها جزئياّ وكلّياً، أمرياً وخلقياً، غيبيّاً وشهودياً، ملكياً وملكوتياً، سفلياً وعلوياً، نورياً ونارياً، جوهرياً وعرضياً، فردياً واجتماعياً، شخصياً ونوعياً مادياً ومعنوياً، جسمياً وروحياً، دنيوياً واخروياً، إلى جميع ما يقع مورد تصوّر الانسان وتصديقه، لمّا عرضت على محكمة القضاء في النفس تصوّراً وتصديقاً، المنعقدة لدى عرض كلّ شىء عليها في أقصر آن لمحة البرق بصورة يقصر الفهم عن إدراكها، فلا يخلو من انعكاس الشىء في عدسة القلب ومرآته، وميل النفس اليه ورغبته فيه بعد تماميّة تصوّره وتصديقه، وإذعان النسبة بينه وبينه، أو عدم انعكاسه في صفح القلب، وإعراض النفس ورغبته عنه، وهذه هي حقيقة الحبّ والبغض.

والأمران كما يتبعان كلاهما في أصل تحققّهما البواعث والدواعي لهما الموجودة في الشىء، كذلك يتبعانها في مدارجهما ومقاديرهما ومراتبهما، ويحدّان بعدّها وحدّها، ويوصفان من الكثرة والقلّة والضعف والشدّة بقدر ما يوجد من البواعث وزنتها، فبميزان المسبّبات تعاير المحبّات وتوزن.

فالذات الوحيد الّذي يستأهل للحبّ أولاّ وبالذات قبل كلّ شىء إنّما هو الله تبارك وتعالى نظراّ إلى ذاته وصفاته وأفعاله، فكلّ صفة من صفات جلاله وجماله وكماله، وكلّ سمة من مظاهر قدسه، وسبحات وجهه، وبيّنات عظمته، وكبريائه، ودلائل عواطف رحمته، ولطائف برّه مع تكثّرها بمفردها، باعثة قوية للحبّ الّذي لا انتهاء له. وأسمائه الّتي تناهز الفاّ أو تزيد، وينبئ كلّ منها عن المسمّى بصفة مطابقة، وبصفات التزاماً وتضمنّاً، هي بواعث وموجبات للحبّ له تعالى من ألف ناحية وناحية، تستقلُّ كلُّ واحدة منها رأساً في استعباد الانسان، واحتلال حبّة قلبه بالحبّ.

حب الله تعالى في الاسلام

ولله تعالى الأولويّة والأوّليّة في الحبّ، والّي يوجد لدى غيره من دواعي الحبّ وأسبابه فمن رشحة فضله، وغيث جوده، ونفحة عطفه ولطفه. وإليه تنتهي حلقات

نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست