responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : معتصم سيد أحمد    جلد : 1  صفحه : 396
وأيضاً إذا حرم الله علينا ضيافة شخص معين، فلا يغير هذا التحريم ماهية الضيافة وهي الإكرام والاحترام فتصبح الضيافة إهانة للضيف، فإذا اعتبرت أن السجود شرك وعبادة، فإذا أمر الله به فلا يغير هذا الأمر ماهيته، فيصبح السجود بالأمر الإلهي توحيداً خالصاً، وهذا محال، فيلزم منكلامك أن تتهم الملائكة بالشرك.

بدأت الحيرة على وجهه وظل ساكتاً.

قطعت صمته قائلاً: أمامك أمران، إما أن يكون هذا السجود خارجاً من الأساس عن إطار العبادة.. وهذا ما نقوله.

وإما أن يكون هذا السجود من أجلى مصاديق العبادة وتكون الملائكة الساجدة مشركة ولكنه شرك أذن الله به وأجازه، وهذا ما لا يقول به مسلم عاقل، وهو مردود بقوله تعالى: (قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون) الأعراف 28.

فلو كان السجود عبادة وشركاً لما كان الله سبحانه وتعالى يأمر به.

وقد أخبرنا القرآن أيضاً بسجود أخوة يوسف وأبيه، وهذا السجود لم يكن بالأمر الإلهي، ولم يصفه الله سبحانه بالشرك، ولم يتهم أخوة يوسف وأباه بذلك، قال تعالى: (.. رفع أبويه على العرش وخروا له سجداً وقال يأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً) يوسف 100.

وكانت هذه الرؤية في الآية 4 (إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين).

فقد عبر الله تعالى في الموضعين بالسجود ليوسف، وبهذا يستفاد أن مجرد السجود أو أي عمل يظهر منه الخضوع والتذلل والتعظيم ليس عبادة.

وبهذا لا يمكن أن نسمي ذلك المسلم الموحد الذي يخضع ويتذلل أمام قبر رسول الله وأضرحة الائمة والأولياء مشركاً عابداً للقبر، لأن الخضوع لا

نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : معتصم سيد أحمد    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست