نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : معتصم سيد أحمد جلد : 1 صفحه : 186
للوقوف في وجه علي وشيعته، فكانت أول خطوة هي تعرية الإمام (ع) من كل فضيلة ومنقبة بل لعنه على المنابر لمدة ثماني عاماً. والثانية هي تشكيل سياج ذي مظهر ميل خلاب حول مجموعة من الصحابة حتى يكنوا رموزاً بدلاً من الإمام علي (ع)، فتحت تهديدات معاوية وإغراءاته انجرف لخدمته مجموعة من المنافقين يضعون الأحاديث كذباً على رسول الله (ص) تحت ستار أنهم صحابة رسول الله (ص).
قال أبو جعفر الإسكافي: إن معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي تقتضي الطعن فيه، والبراءة منه وجعل لهم على ذلك جعلاً يرغب في مثله، فاختلقوا ما أرضاه ـ منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبه، ومن التابعين عروة بن الزبير)[1].
فهكذا باع هؤلاء القوم آخرتهم بدنيا معاوية، فهذا هو أبو هريرة كما يروي ال'مش. قال: لما قدم أبو هرية العراق مع معاوية عام الجماعة، جاء إلى مسجد الكوفة، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس، حثا على ركبتيه، ثم ضرب صلعته مراراً، وقال: يا أهل العراق أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله، وأحرق نفسي بالنار؟! والله لقد سمعت رسول الله (ص) يقول: عن لكل نبي حرماً وإن حرمي بالمدينة ما بين عير على ثور[2]، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله، والملائكة والناس أجمعين، واشهد بالله أن علياً أحدث فيها. فلما بلغ معاوية قوله أجازه، وأكرمه، وولاه المدينة[3].