responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوضيح في بيان حال الإنجيل والمسيح نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 36
خلاصك لانهم جميعاً قد قارفوا الاثم وارتكبوا الخطايا والخاطىء لا يستطيع أن يكون شفيعاً لمثله ووسيطاً لتخليص غيره كما ان من اثقله حمله لا يستطيع أن يحمل ثقل غيره.. فقل له ابطلت في كلامك هذا من وجوه أما (أولا) فلا نسلم ان واحداً من الأنبياء ارتكب الخطيئة فضلا عن جميعهم بل كلهم يشتركون في انهم معصومون منزّهون عن الآثام والخطايا وانما يتفاوتون في مراتب الفضل ومعارج القرب بشرف المساعي وفضيلة الاخلاص وعظيم المعرفة وكلما ورد في القرآن المحمدي مما ظاهره نسبة المعصية لواحد من الأنبياء فهو محمول على الخطأ لا الخطيئة، والفرق بينهما للعارف ظاهر، وقد صارت هذه الحقيقة اعني عصمة الأنبياء بفضل الكتب المؤلفة فيها بالخصوص من أجلى الحقائق الراهنة وأجلّها، وأما (ثانياً) فلو سلّمنا ارتكاب الأنبياء للخطيئة ولكنهم تابوا وأنابوا وأعلن الحق بقبول توبتهم وقد قيل (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) أما أهل الخطايا منا فتوبتهم غير معلومة ولو تابوا فقبولها غير معلوم لفقد شرط أو وجود مانع فيتجه حينئذ شفاعة الأنبياء المقرّبين المقبولين للعصاة من امتهم، وأما (ثالثاً) فلو سلمنا ارتكاب جميع الأنبياء للخطايا وانهم ما تابوا أو لم تقبل توبتهم، ولكنا لا نسلم ان نبينا محمداً(صلى الله عليه وآله) قد شاركهم في ذلك بل هو سيد المرسلين وأشرف النبيين لانه ما قارف خطأً ولا خطيئة، ولا ارتكب حراماً ولا مكروهاً، وكلما ورد في القرآن الكريم مما يتخيل منه نسبة الذنب اليه فهو ناشىء من سوء الفهم وقلّة التدبّر في فصاحة القرآن وبلاغته وتحصيل كمين مقاصده من رصين عبارته، ومكين آياته ـ مثل قوله تعالى (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً * لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَ مَا تَأَخَّرَ)[1] فان المراد ليس ذنبه إلى الله سبحانه بل ذنوبه عند أهل مكة التي يعدونها عليه من قطع أرحامهم وسب آلهتهم وكسر أصنامهم، فلما فتح الله له مكة ومكّنه


[1] الفتح: 1 ـ 2.

نام کتاب : التوضيح في بيان حال الإنجيل والمسيح نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست