عليه بها ، وعلى أصول المخالف ، لحصول الاختيار المتكامل الصفات الّذي لم يحصل على إمامة غيره ممن تقدمه وتأخّر عنه ، فلمّا لم يفعلوا وأظهروا الشقاق عليه والخروج عن دار الأمن وإظهار السلاح فيها ومحاربة الإمام العادل 7 ومن لا يرتاب أحد في فضله وتقدّمه في الدين من وجوه المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان ، وذلك دال على ضلالهم على أصولنا ، وفسقهم على أصول مخالفينا ، وموضح عن فساد غرضهم في الدين من وجوه :
منها : قعودهم عن نصرة عثمان والدفع عنه ، ظالميه عندهم ، وهم من رعيته المرتهنين ببيعته ، مع تمكنهم من ذلك.
ومنها : ظهور حال عمرو بن العاص في عداوة عثمان ، لعزله عن مصر وإنكاره عليه وخروجه إلى أطراف الشام مؤلّبا وكاتبا بأحداثه إلى البلاد ، إلى أن قتل ، ومشاركة معاوية ، وحربه له في ذلك ، لاختصاصه به وتولي الجميع له.
ومنها : كذبهم فيما أظهروه من الطلب بثأر عثمان المقتول بإيثارهم ، لتمكنهم من نصرته وقعودهم عنها ، وما ذكرناه من حال عمرو وولاية معاوية وجنده.
ومنها : خروجهم عن طاعة الإمام المختار على وجه لم يختر عليه أحد قبله ، وإظهار شقاقه ومخالفة ما أجمع عليه العلماء من التابعين والصحابة.
ومنها : منعهم ما قبلهم من أموال المسلمين وصدقاتهم الواجب عليهم حملها إلى بيت مال المسلمين.
ومنها : اعتصامهم ببلاد الاسلام ومنع الامام العادل 7 وكافة العلماء المعتد بعقدهم وحلّهم من التصرف فيها ، وكونهم بذلك عاصين بغير إشكال.
ومنها : مطالبتهم بثأر من لا ولاية لهم في دمه.
ومنها : طلبهم ذلك على أقبح الوجوه من المجاهرة بحرب والفساد في البلاد المنافي لطلب القود المستحق في الشرع ، ورغبتهم عما دعوا إليه من الكتاب والسنّة.
ومنها : استحلالهم قتال أمير المؤمنين والحسنين : ومن في حيّزهم من سابقي الصحابة وفضلاء التابعين المشهود لأكثرهم بالجنة من غير حدث يوجب ذلك بل