responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحول المذهبي نویسنده : الحسّون، علاء    جلد : 1  صفحه : 120
وفي أحد أحيائها حيث اخترت أن أسكن مع أقربائي كان يسكن أحد أبناء عمومتي وحيداً يكافح في الحياة بين الدراسة والعمل..كان متديّناً يعيش حياة سعيدة رغم أنّه لا يملك شيئاً من الوسائل المادّية للسعادة وربّما يختصر طعامه في اليوم بوجبة واحدة.

كنّا نزوره باستمرار ـ لاعجابنا الكثير به وبخُلُقه وزهده ـ ونجلس معه ونحاوره في كثير من قضايا الدين والموت والآخرة، كان ينبوعاً من العلم، وحديثه معنا كان يخلق فينا روحاً إيمانيّة ودفعة معنويّة مضاعفة وذلك لمواجهة الحياة والزهد في الدنيا...

وكنّا نعجب من تديّنه الذي ينبع من إخلاص قلّما تجده عند أحد خصوصاً في هذا الزمن الذي غلبت عليه المادّية وأصبح الدين لعقاً على ألسنة الناس يحوطونه ما درّت معايشهم فإذا مُحصّوا بالبلاء قلّ الديّانون..

إحساسنا ونحن نتحدّث إليه أنّنا نقف مع أحد أولئك الذين جاهدوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بدر وأحد وحنين... تخرج الكلمة من قلبه فنشعر بها في أعماق وجداننا، كان كثير الصوم.. دائم العبادة لله تعالى.. أحياناً نبيت معه ليالي كاملة فنراه بالليل قائماً قانتاً يدعوا الله ويتلو كتابه وفي الصباح يدعو الله بكلمات لم نسمع بها من قبل، كلمات يناجي بها ربّنا عزّوجل هي بلا شك ليست لبشر عادي، لابدّ أنّها من قول الرسول (صلى الله عليه وآله) ولكن عجباً لم نسمع بها من قبل، ولم نقرأها ضمن مناهجنا الدراسيّة ولا في كتبنا الإسلاميّة... فنضطرّ إلى سؤاله ما هذا الذي تقرؤه؟! فيجيبنا بأنّه دعاء الصّباح لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)فنوجم مبهوتين.

كثيراً ما كان يثير الحديث عن أهمّية التديّن والدين والبحث عن سُبل النّجاة قبل أنْ يأتي الأجل المحتوم، وهذا الحديث كان يثير فينا إحساساً بالمسؤوليّة يؤرّقنا فكنّا نتحاشى فتح الحوار معه من الأساس.

إلى ان جاء يومٌ ابتدأنا معه حواراً صريحاً ـ بعد أن لاحت لنا في الأفق أشياء استغربناها ـ حول هذا الدين الذي يتعّبد به إلى الله تعالى، و أوّل معلومة ثبتت لدينا أنّه

نام کتاب : التحول المذهبي نویسنده : الحسّون، علاء    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست