responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 69
عدا علي (ع) بالطبع ـ وهذه ملاحظة صحيحة تاريخياً، فانه لم يثبت أن أحداً من بني هاشم تولى مصراً، أو قيادة جيش، فيما عدا جعفر بن أبي طالب في الهجرة إلى الحبشة، وفي معركة مؤتة التي استشهد فيها.

وهذه الظاهرة لاحظها عمر في حديث له مع ابن عباس.

وإذا بدت هذه الظاهرة غريبة التفسير في البداية، فانها تصبح واضحة ومتناسقة إذا أخذنا بعين الاعتبار ان الرسول (ص) كان يرفع علياً، ويجعله في صفّه أخاه، ثم نفسه، ولا يؤدي عنه الاّ هو، ولا يخلفه أحد في المدينة الاّ هو، وليس للأمة مرجعاً الاّ هو، وهكذا.

فهو يرفع علياً من جانب، ويسكت عامداً عن بني هاشم في الجانب الآخر، وهو يفرد علياً بمقام ليس لأحد من بني هاشم نصفه ولا ربعه.

تفسير ذلك انه يريد ان يعطي للأمة المفهوم الصحيح لعلاقته من علي، كما يعطي هذا المفهوم لبني هاشم أنفسهم.

فليس هو عصبية، ولا نزوع إلى القبليات، ولا ميول عشائرية، حينما يستخلف علياً ويشيد بمقامه، إنّما هي الكفاءة وحدها.

هكذا ستعرف الأمة ـ وان غالطلت أحياناً، ونافق معها المنافقون ـ لأنها لو كانت مسألة عصبية، فلماذا اختصّ علياً بهذا الصنيع وترك عشيرته عن عمد، بينما ولّى بني أمية وغير بني أميّة، ممن ليسوا بأكثر كفاءة ولا اخلاصاً للرسالة من سائر بني هاشم.

ستقول الأمة ذلك، وتعطي جوابه بوجدانها.

وهكذا سيعرف بنو هاشم أنفسهم، لكي لا يأخذهم الطمع، والطموح إلى المقامات العليا.

ومن هنا لاحظنا تاريخياً ان بني هاشم جميعاً كانوا ينادون باسم علي، ولم يخطر على بال أحد منهم أن ينازع علياً في مقامه من الرسول، حتّى العباس نفسه

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست