responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 189
لماذا تنصَّلت عن المسؤولية؟

لماذا لم تتناوش الحكم وأنت منه قريب؟ ومن سيعارضك لو دخلت مجلس الشورى؟

فأنت يا علي صنعت المأساة، وصنعت الإنحراف، وأعطيت للجهاز الأموي العثماني مفاتيح الأمة والرسالة.

ولا أحد يصدّق انّ عثمان سيحكم دخل علي مجلس الشورى أو لم يدخل بأي برهان؟ وبأي دليل؟ لا أحد يقتنع في غمرة النقمة، والحماس، والتأثر.

وهناك يخسر علي وجوده في الناس، يخسر خطّه في الأمة، ولا يكون هو رمز المعارضة الرساليّة الهادفة، كما أراد أن يكون.

ثم: ماذا يفسّر الناس موقف الإمام؟

سيقولون: انّ علياً لا يريد الحكم، أو يقولون: انّه لا يعرف مداخل الحكم، ولا يملك موهبة الرجل السياسي.

وعلى كلا القولين يكون علي قد جرّ لنفسه خسارة، أيَّة خسارة! فالأمة تريد الرجل القائد ولا تريد الرجل الرهبان.

والأمة تريد الرجل السياسي لا الرجل البليد.

وعلي لو كان قائداً، وسياسياً لاشترك في مجلس الشورى! أمّا حيث اعتزل فهو رهبان لا رجل سياسة.

وسيسقط علي أيضاً.

على انّ الامام ـ وفي المقاييس الطبيعية ـ يجب أن يفكّر في النجاح لو دخل المجلس! ويأمل فيه ولو أملا ضعيفاً خافتاً. وهذا الأمل لا يجوز تضييعه، بعرف الرسالة، وعرف السياسة معاً.

وبهذا الأمل تحرّك الإمام وتحرّك الشيعة معاً.

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست