(128) قوله تعالى: {يا أيّها الذين أمنوا لا تخونوا اللّه والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون}[4].
143 ـ عن الباقر والصادق (عليهما السلام) والكلبي والزهري: نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري، وذلك أن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) حاصر يهود قريظة احدى وعشرين ليلة، فسألوا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الصلح على ما صالح عليه إخوانهم من بني النضير على أن يسيروا الى إخوانهم الى أذْرِعات وأريحا من أرض الشام، فأبى أن يعطيهم ذلك رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فقالوا: أرسل إلينا أبا لبابة، وكان مُناصِحاً لهم، لأن عياله وماله وولده كانت عندهم، فبعثه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فأتاهم، فقالوا: ما ترى يا أبا لُبابة ـ أننزل على حكم سعد بن معاذ؟
فأشار أبو لُبابة بيده الى حَلقِه، أنه الذبح فلا تفعلوا، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فأخبره بذلك، قال أبو لبابة: فواللّه مازالت قَدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنت اللّه ورسوله، فنزلت الآية فيه، فلما نزلت شدّ نفسه على سارية من سواري المسجد، وقال: واللّه لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت، أو يتوب اللّه عليّ.
فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً ولا شراباً حتى خرّ مَغشيّاً عليه، ثم تاب اللّه عليه، فقيل له: يا أبا لُبابة، قد تيبَ عليك.
فقال: لا واللّه، لا أحُلُّ نفسي حتى يكون رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) هو الذي يَحلّني.