responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 284
وسوّف التوبة، وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملّة.

يصف العبرة ولا يعتبر، ويبالغ في الموعظة ولا يتّعظ، فهو بالقول مدل ومن العمل مقلّ، ينافس فيما يفنى، ويسامح فيما يبقى، يرى المغنم مغرماً والغرم مغنماً، يخشى الموت ولا يبادر الفوت، يستعظم من معصية غيره ما يستقلّ أكثر منه من نفسه، ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره، فهو على الناس طاعن، ولنفسه مداهن.

اللغو مع الأغنياء أحبّ إليه من الذكر مع الفقراء، يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، يرشد غيره ويغوي نفسه، فهو يطاع ويعصي، ويستوفي ولا يوفي، ويخشى الخلق في غير ربّه ولا يخشى ربّه في خلقه[1].

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: يا نوف خلقنا من طينة وخلق شيعتنا من طينتنا، فإذا كان يوم القيامة اُلحقوا بنا، قال نوف: قلت: صف لي شيعتك يا أمير المؤمنين.

فبكى لذكر شيعته ثمّ قال: يا نوف شيعتي والله الحلماء العلماء بالله ودينه، العاملون بطاعته وأمره، المهتدون بحبّه، أنصار عباده[2]، أحلاس[3] زهادة، صفر الوجوه من التهجد، عمش العيون من البكاء، ذبل الشفاة من الذكر، خمص البطون من الطوى، تعرف الربانية في وجوههم، والرهبانية في سمتهم.

مصابيح كلّ ظلمة، ورياحين كلّ قبيلة، لا يثنون من المسلمين سلفاً، ولا تقفون لهم خلفاً، شرورهم مكنونة، وقلوبهم محزونة، وأنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، أنفسهم منهم في عناء والناس منهم في راحة، فهم الكاسة


[1] نهج البلاغة: قصار الحكم 150; عنه البحار 72: 199 ح30.

[2] في أمالي الطوسي والبحار: "أنضاء عبادة"، والنضو: المهزول من الابل وغيرها.

[3] هكذا في أمالي الطوسي والبحار، وهو الصحيح، وفي النسخ: جلاّس زهادة، والحلس: كساء يلي ظهر البعير تحت القتب، ملازم له، فقيل لكلّ ملازم لشيء: هو حِلْسُهُ.





نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست