الباب السابع والأربعون فيه من كلام أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام
قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخّر التوبة بطول الأمل، يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين، إن اُعطى لم يشبع، وإن منع لم يقنع، يعجز عن شكر ما اُوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي.
يحبّ الصالحين ولا يعمل عملهم، ويبغض المذنبين وهو أحدهم، يكره الموت لكثرة ذنوبه، ويقيم على ما يكره الموت له، إن سقم ظلّ نادماً، وإن صحّ أمن لاهياً، يعجب بنفسه إذا عوفي، ويقنط إذا ابتلي، إن أصابه بلاء دعا مضطراً، وإن أصابه[1] رجاء أعرض مغتراً.
تغلبه نفسه على ما يظنّ ولا يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه بأكثر من عمله، إن استغنى بطر وقتر، وإن افتقر قنط ووهن، يقصر إذا عمل، ويبالغ إذا سأل، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية