responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 73

الإستدراج:

الإستدراج هو الأخذ بالتدريج، وهو من عقوبات الطرد واللعن في الدنيا والآخرة، وهو نوع من إبتلاء الكاذبين، حيث يستكبر العبد على حقيقة العبودية لله تعالى ومعانيها وواجباتها، ويجحد آيات الله وحججه على عباده، فيقسى قلبه، ويقيم على معاصيه، ويزداد من الله تعالى بعدا ومن رحمته طردا.

فتنزل العقوبات الإلهية على مستحقي هذا النوع من الإبتلاء على شكل جمالي في ظاهرها، فيوسّع الله عليهم في الدنيا، ويبسط لهم في الرزق، يكثّر أموالهم وأولادهم، فيغترون بذلك فيقولون لولا أنّ الله عنّا راضٍ ما أعطانا، فيقيمون على كفرهم وجحودهم وظلمهم ومعاصيهم، ويفرحون بما أوتوا، ولا يزالون كذلك حتى يأخذهم الله، قال تعالى في سورة آل عمران الآية 178 {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}.

فبسبب تكذيبهم لآيات الله، وإنكارهم لحجج الله تعالى أخذوا من حيث لا يعلمون، ومن حيث يجهلون.

قال تعالى في سورة الأعراف الآية: 182 {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}.

جاء عن الإمام الصادق عليه السلام، في تفسير الآية المشار إليها آنفا أنه قال (هو العبد يذنب الذنب فتجدد له النعمة معه , تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار عن ذلك الذنب).

وورد عـن الإمام الصادق عليه السلام في كتاب الكافي: إن اللّه إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا، أتبعه بنقمة ويذكره الإسـتـغفار, وإذا أراد بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الإستغفار, ويتمادى بها, وهو قوله عزوجل {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} بالنعم عند المعاصي.

فهؤلاء عندما ينزل بهم الإبتلاء، ويرون بأس الله الشديد، تزداد قلوبهم قسوة، ويزين لهم الشيطان أعمالهم، فلا يعتبرون من آيات الله تعالى ولا يتنبهون لها، بل ربما يبررون النوازل القهرية بتبريرات علمية مقطوعة الصلة من رب

نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست