- فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني، قال: كنت كاهنهم في الجاهلية، قال:
فما أعجب ما جاءتك به جنّيتك؟ قال: بينما أنا يوما في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع، فقالت:
أ لم تر الجن و إبلاسها * * * و يأسها من بعد إنكاسها
و لحوقها بالقلاص و أحلاسها قال عمر: صدق، بينما أنا عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول: يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول: لا إله إلا أنت، فوثب القوم، قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح يقول:
لا إله إلا اللّه، فقمت فما نشبنا أن قيل: هذا نبي.
لم يصرح البخاري بأن الكاهن هو سواد بن قارب، و قد أورده ابن كثير في جزء السيرة من التاريخ [1/ 342] و قال: تفرد به البخاري، و هذا الرجل هو سواد بن قارب الأزدي، و يقال: السدوسي من أهل السراة من جبال البلقاء، له صحبة و وفادة. اه.
و كذا جزم بأنه سواد بن قارب: الحافظ في الفتح، و العيني في العمدة و السيوطي في الخصائص و غيرهم، و اللّه أعلم.
و مما يروى في الباب أيضا ما أخرجه ابن سعد في الطبقات [1/ 158]، و البيهقي في الدلائل [2/ 246] من حديث ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: إن بني غفار قرّبوا عجلا ليذبحوه على نصب من أنصابهم، فبينا هو موقوف إذ صاح فقال: