responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 0  صفحه : 9

فرغ القوم من طعامهم و تفرقوا قام إليه بحيرى و قال له يا: غلام أسألك بحق اللات و العزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه. و إنما قال له بحيرى ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما، فزعموا أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال له: لا تسألني باللات و العزى شيئا. فو اللّه ما أبغضت شيئا قط بغضهما.

فقال له بحيرى: فباللّه إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه؟ فقال له سلني عما بدا لك. فجعل يسأله عن أشياء من حاله و نومه و هيئته و أموره. فجعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يخبره فوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته. ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه موضعه من صفته التي عنده، فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب فقال ما هذا الغلام منك؟ قال ابني قال بحيري ما هو بابنك و ما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا، قال فإنه ابن أخي. قال فما فعل أبوه؟ قال مات و أمه حبلى به قال صدقت ارجع بابن أخيك إلى بلده و احذر عليه اليهود. فو اللّه لئن رأوه و عرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده، فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام.

في هذا الوقت اشتد حرص أبي طالب على محمد (صلّى اللّه عليه و سلم).

زواجه من خديجة

كان عند زواجه منها في الخامسة و عشرين من عمره، لما اشتهر عندها من أمره و صدقه و أمانته، حيث كانت تستأجر الرجال في مالها، و تضاربهم إياه بشي‌ء يجعله لهم، و كانت قريش قوما تجارا، فلما بلغها عن رسول اللّه ما بلغها من صدق حديثه، و عظم أمانته، و كرم أخلاقه، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، و تعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، فقبل رسول اللّه و خرج في مالها، و خرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام، ثم باع سلعته التي خرج بها و اشترى ما أراد أن يشتري ثم أقبل قافلا إلى مكة، و معه ميسرة، فلما قدم على خديجة بمالها باعت ما جاء به، فأضعف، و بلغها من ميسرة من سيرة محمد (صلّى اللّه عليه و سلم) بما ترتب عليه أن بعثت إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقالت: يا ابن عمي إني قد رغبت فيك لقرابتك و شرفك في قومك و أمانتك و صدق حديثك، ثم عرضت عليه الزواج منها، و كانت حينئذ أوسط نساء قريش نسبا، و أعظمهن شرفا، و أكثرهن مالا، كل قومها كان حريصا على الزواج منها لو يقدر عليه، فلما قالت ذلك لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ذكره لأعمامه و خطبها و تزوجها و كان صداقها عشرين بكرة، و كانت أول امرأة تزوجها و لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت رضي اللّه عنها.

و قد ولدت لرسول اللّه أولاده كلهم- إلا إبراهيم و القاسم- و به كان يكنى (صلّى اللّه عليه و سلم) و الطاهر و الطيب و رقية و زينب و أم كلثوم و فاطمة، أما القاسم و الطيب و الطاهر فهلكوا في الجاهلية،

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 0  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست