responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 0  صفحه : 22

و تقطر غما و تأثرا مما يشبه أن يكون ضعفا عن احتمال صدمة الحادث ...

و الحقيقة أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أسمى قدرا من أن يصدر منه ما صوره الدكتور هيكل هياما في الخيال و الشعر و القصص. و إنما أظهر رسول اللّه ما أظهر من حزن سام و ذرفت عيناه دموعا مطهرة لا يذرفها إلا للّه. و لا يمكن أن يكون الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) قد بدرت منه الألفاظ التي نسبها إليه الدكتور هيكل منساقا مع شعوره حين حزن هو على فقد ولده و لأجل هذا غير اسم كتاب رحلته إلى أوروبا إلى عنوان (ولدي). إن رسول اللّه يعلم علم اليقين و حق اليقين أن اللّه يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد، و أن ولده إبراهيم لن يعيش طويلا حيث يقول اللّه تبارك و تعالى‌ ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ‌ و لقد مات له ولدان من قبل احتسبهما في رضى و إيمان.

تقبل وجهات نظر درمنجم في مسائل أساسية:

و قد أخذ على الدكتور هيكل تقبل وجهات نظر إميل درمنجم في تصوره أن النبي قد تأثر بأهل الكتاب في الجزيرة العربية أو في ذهابه إلى الشام أو في إرسال بعض أصحابه إلى الحبشة المسيحية، فقد جرى هيكل وراء عبارات درمنجم دون أن يتبين مكره و خبثه حين حاول أن يصور دعوة النبي أصحابه إلى الهجرة إلى الحبشة لأنها مسيحية، و يتساءل الدكتور حسين الهراوي الذي ناقش هيكلا في هذه النقطة: هل حقيقة كانت الهجرة إلى الحبشة لأنها مسيحية. و يقول إن در منجم شأن المستشرقين بتر هذه القصة بصفة مشوهة للحقيقة. فلم يكن الدافع للنجاشي ورعه و تقواه و لم يكن سبب عطفه و رحمته ذلك الدافع الديني بل الدافع الحقيقي أن هذا النجاشي كان عادلا و هذه هي الخلة التي ذكرها النبي حين قال: «لأنّ فيها ملكا لا يظلم عنده أحد و هي أرض صدق».

و من مراوغات درمنجم تفسيره للآية الكريمة:

فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ‌. يريد درمنجم أن يقول: إن القرآن طلب إلى النبي سؤال أهل الكتاب و أنّ اللّه تعالى رضي للناس الإسلام دينا مع بقاء الأديان التي سبقت، وحدة مندمجة. فيما أسماه الكمال الروحي. و لا ريب أن هذه مراوغة خطيرة من الاستشراق يحاول بها أن يفسر الآيات القرآنية تفسيرا يخدم بها أهدافه، و الحقيقة أن الإسلام جاء ليظهره اللّه على الدين كله و أن الأديان كلها التي سبقت كانت موصلة إليه لو لا أن قادتها حرفوها.

ثانيا: ظاهرة إنكار المعجزات و تأويلها إرضاء للمنهج الغربي و باسم إعلاء نظرة العقل:

هذه الظاهرة واضحة تماما في كتابات هيكل و طه حسين و العقاد و قد قامت عليها

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 0  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست