و أمّا عبد مناف: فكان يسمّى قمر البطحاء لصباحته، و هو الّذي قام مقام أبيه قصيّ بالسّيادة و سقاية الحاج، و قام أخوه عبد الدّار بسدانة البيت و الرّفادة- أي: إطعام الحجيج في (دار النّدوة) الّتي بناها قصيّ- و أخوه عبد العزّى بآلات الحرب من السّلاح و الكراع [1]، بوصيّة إليهم من أبيهم قصي.
[خبر قصيّ:]
و أمّا قصيّ: فكان يسمّى مجمّعا، لأنّه أوّل من جمع قريشا من البوادي إلى سكنى (مكّة)، و أخرج خزاعة منها، و فيه يقول الشّاعر، [من الطّويل] [2]:
أبوكم قصيّ كان يدعى مجمّعا* * * به جمع اللّه القبائل من فهر
و ذلك أنّ سيّد خزاعة شرب ليلة مع جماعة فنفد شرابه، فقال:
من يشتري منّي سدانة البيت بزقّ خمر [3]، فاشتراها قصي و أشهد