و من يومئذ احترمت النّاس قريشا، و قالوا: هم جيران اللّه، يدافع عنهم.
[خبر هاشم:]
و أمّا هاشم: فاسمه عمرو، و إنّما سمّي هاشما لكثرة إطعامه الثّريد في المجاعة، و فيه يقول الشّاعر، [من الكامل] [2]:
عمرو الّذي هشم الثّريد لقومه* * * و رجال مكّة مسنتون عجاف [3]
و بلغ في الكرم مبلغا عظيما حتّى إنّه كان يطعم الوحش و الطّير، فينحر لها في رءوس الجبال، و كان إذا وقع القحط جمع أهل (مكّة) و أمر الموسرين منهم/ بالإنفاق على فقرائهم، حتّى يأتي اللّه بالغيث.
ثمّ إنّه وفد (الشّام) على قيصر فأخذ منه كتابا بالأمان لقريش، و أرسل أخاه المطّلب إلى (اليمن)، فأخذ من ملوكهم كتابا أيضا، ثمّ أمر تجّار قريش برحلتي الشّتاء و الصّيف، فكانوا يرحلون في