نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 385
فائدة [: في أمر النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أبا بكر أن يصلّي بالنّاس]
و في «الصّحيحين»، أنّ عائشة رضي اللّه عنها راجعته ثلاث مرّات، تقول له: إنّ أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ غلبه البكاء، فلم يسمع النّاس، فمر عمر فليصلّ بالنّاس، و هو يقول: «مروا أبا بكر فليصلّ بالنّاس»، فأمرت حفصة فراجعته أيضا، فقال: «مروا أبا بكر فليصلّ بالنّاس، فإنّكنّ صواحب يوسف» [1].
قال العلماء: وجه المشابهة: أنّ عائشة أضمرت ما سبق من قولها: (و ما حملني على كثرة مراجعته)- إلى آخره- (و أظهرت أنّه رجل رقيق)- إلى آخره- فأشبهت امرأة العزيز، الّتي استدعت النّسوة، و أظهرت إكرامهنّ بالضّيافة، و أضمرت أن يعذرنها في شغفها بحبّ يوسف إذا رأينه، كما صرّحت بذلك في قولها:
فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ [سورة يوسف 12/ 32]. و اللّه أعلم.
[همّ النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أن يكتب لأصحابه كتابا]
و في «الصّحيحين» عنها أيضا، أنّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال في مرضه: «لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر و ابنه، و أعهد أن يقول القائلون، أو يتمنّى المتمنّون، ثمّ قلت: يأبى اللّه و يدفع المؤمنون» [2].
[خطبته (صلى اللّه عليه و سلم) في النّاس]
و فيهما- [أي: الصّحيحين]- عن أبي سعيد الخدريّ/ رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) خطب النّاس فقال: «إنّ اللّه خيّر عبدا بين الدّنيا و بين ما عنده، فاختار ما عند اللّه»، قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه- فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشّيخ؟ أن يكون اللّه خيّر عبدا بين الدّنيا و بين ما عند اللّه فاختار ما عند اللّه عزّ و جلّ، فكان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) هو العبد، و كان أبو بكر أعلمنا به-.
[1] أخرجه البخاريّ، برقم (647). و مسلم برقم (418/ 94).
[2] أخرجه البخاريّ، برقم (5342). و مسلم برقم (2387).
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 385