نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 383
فأخذ النّاس في جهازهم، فثقل (صلى اللّه عليه و سلم)، فأقاموا ينتظرون ما اللّه قاض في رسوله.
[مرض النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)]
و كان وجعه (صلى اللّه عليه و سلم) بالخاصرة و الصّداع و الحمّى، و كان يوعك وعكا شديدا، و كان يدار به على نسائه، ثمّ استأذنهنّ أن يمرّض في بيت عائشة، فأذن له.
فلمّا عجز عن الخروج إلى الصّلاة، أمر أبا بكر أن يصلّي بالنّاس، فصلّى بهم.
[اشتداد مرض النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)]
و في «صحيحي البخاريّ و مسلم»، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: دخلت على النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) في مرضه، و هو يوعك وعكا شديدا، فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول اللّه، إنّك لتوعك وعكا شديدا، قال: «أجل، إنّي لأوعك كما يوعك رجلان منكم»، قلت: ذلك، بأنّ لك أجرين؟ قال: «أجل ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقها، إلّا كفّر اللّه به سيّئاته، كما تحاتّ الشّجرة ورقها» [1].
و قد كان تأمير أسامة لحكمة بالغة من الرّسول (صلى اللّه عليه و سلم)، إذ فيه حثّ على التّضحية في سبيل اللّه، و الحرص على الاقتصاص من قاتلي أبيه زيد بن حارثة رضي اللّه عنهما، كما كان فيه قضاء على العنجهيّة العربيّة، و التّفاخر بالأنساب و الأحساب، و تقرير عمليّ لمبدإ المساواة في الإسلام، و فيه أيضا تهيئة الفرص للشّباب الصّالح، و إثارة عزائمهم و هممهم إلى معالي الأمور، و تعويدهم الاضطلاع بالتّبعات الجسام، و المهام العظام.