نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 363
انهزم الكفّار، فردّ اللّه أمر الغنيمة إلى نبيّه (صلى اللّه عليه و سلم)، ففعل فيها ما فعل للتّأليف، و وكل الأنصار إلى إيمانهم. و اللّه أعلم.
[قدوم وفد هوازن مسلمين، و ردّ النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) سباياهم]
ثمّ إنّ و فد هوازن جاءوا بعد قسمة غنائمهم مسلمين، و مناشدين للنّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) برضاعه فيهم أن يردّ عليهم غنائمهم، و أنشدوه في ذلك أشعارا منها، [من البسيط] [1]:
أمنن على نسوة قد كنت ترضعها* * * إذ فوك يملؤه من مخضها الدّرر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته* * * و استبق منّا فإنّا معشر زهر
ذكره ابن إسحاق مطوّلا، و أشار إليه البخاريّ بقوله في أبواب فرض الخمس، باب: و من الدّليل على أنّ الخمس لنوائب المسلمين، ما سأل هوازن النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) برضاعه فيهم.
و أتته أيضا أمّه و أخته من الرّضاعة: حليمة السّعديّة و بنتها الشّيماء، فبسط لهما رداءه و أجلسهما عليه و رقّ لهما (صلى اللّه عليه و سلم).
و روى البخاريّ في «صحيحه»، أنّ النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)/ قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يردّ عليهم أموالهم و سبيهم، فقال لهم: «إنّ معي من ترون، و إنّ أحبّ الحديث إليّ أصدقه، فاختاروا إحدى الطّائفتين: إمّا المال و إمّا السّبي»، فقالوا: إنّا نختار سبينا، فقام رسول اللّه في المسلمين، فأثنى على اللّه بما هو أهله، ثمّ قال: «أمّا بعد: فإنّ إخوانكم قد جاءوا تائبين، و إنّي قد رأيت أن أردّ إليهم سبيهم، فمن أحبّ أن يطيّب [2] ذلك