نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 362
نجالد النّاس لا نبقي على أحد* * * و لا نضيّع ما توحي به السّور
ثمّ إنّه (صلى اللّه عليه و سلم) جمعهم و خطبهم، و اعتذر إليهم، حتّى طابت أنفسهم.
كما رواه البخاريّ و مسلم، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: قال ناس من الأنصار حين طفق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يعطي رجالا من أموال هوازن المائة من الإبل، فقالوا: يغفر اللّه لرسول اللّه! يعطي قريشا/ و يتركنا و سيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس: فحدّث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبّة من أدم، و لم يدع معهم أحدا غيرهم، فلمّا اجتمعوا قام النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقال:
«ما حديث بلغني عنكم؟»، فقال فقهاء الأنصار: أمّا رؤساؤنا فلم يقولوا شيئا، و أمّا أناس منّا حديثة أسنانهم، فقالوا: يغفر اللّه لرسول اللّه، يعطي قريشا و يتركنا و سيوفنا تقطر من دمائهم؟، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «إنّي لأعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألّفهم، أ ما ترضون أن يذهب النّاس بالأموال و تذهبوا برسول اللّه إلى رحالكم؟
فو اللّه لما تنقلبون به خير ممّا ينقلبون به»، فقالوا: قد رضينا يا رسول اللّه [1].
فائدة [: في سبب حجب النّبيّ ص أموال هوازن عن الأنصار]
قوله: (لم يعط الأنصار شيئا)، أي: أنّه لم يعط الأنصار شيئا من أصل الغنيمة، لا من الخمس الّذي أعطى منه المؤلّفة قلوبهم.
قال العلماء: و سببه أنّهم كانوا انهزموا، فلم يرجعوا إلّا و قد
[1] أخرجه البخاريّ، برقم (4076). و مسلم برقم (1059/ 132).
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 362