نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 359
الخطّاب رضي اللّه/ عنهما قال: لمّا حاصر النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) (الطّائف)، فلم ينل منهم شيئا، قال: «إنّا قافلون غدا إن شاء اللّه»، فثقل ذلك على أصحابه، و قالوا: نذهب و لا نفتحه؟، فقال: «اغدوا على القتال» فغدوا، فأصابهم جراح، فقال: «إنّا قافلون غدا إن شاء اللّه»، فأعجبهم ذلك، فضحك النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) [1].
[نزوله (صلى اللّه عليه و سلم) بالجعرانة و قسم الغنائم]
و لمّا رجع (صلى اللّه عليه و سلم) من (الطّائف) نزل ب (الجعرانة) فقسم بها غنائم (حنين)، و أعطى جماعة من الرؤساء و المؤلّفة قلوبهم مائة مائة من الإبل، منهم من قريش: أبو سفيان بن حرب، و صفوان بن أميّة.
و من غير قريش: عيينة بن حصن الفزاريّ، و الأقرع بن حابس.
[العبّاس بن مرداس يسخط عطاءه، و يعاتب النّبيّ ص فيه]
و أعطى [(صلى اللّه عليه و سلم)] العبّاس بن مرداس الشّاعر خمسين من الإبل، فسخطها، إذ لم يجعله كعيينة بن حصن و الأقرع بن حابس، و أنشد النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أبياتا يقول فيها، [من المتقارب] [2]:
أ تجعل نهبي و نهب العبي* * * د بين عيينة و الأقرع [3]
و ما كان حصن و لا حابس* * * يفوقان مرداس في مجمع
و ما كنت دون امرئ منهما* * * و من تضع اليوم لا يرفع
فأكمل له النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) مائة.
[توزيع الغنائم على سائر المسلمين]
و أمّا الغنم: فأعطى منها بغير عدد، حتّى أنّ أعرابيا رأى غنما بين جبلين، فقال: ما أكثر هذه الأغنام؟، فقال النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): «هي لك»، فأتى بها قومه، و قال لهم: أسلموا، فو اللّه إنّ محمّدا
[1] أخرجه البخاريّ، برقم (4070). و مسلم برقم (1778/ 82).