responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 349

لعمرك إنّي يوم أحمل راية* * * لتغلب خيل اللّات خيل محمّد

لكالمدلج الحيران أظلم ليله* * * فهذا أواني حين أهدى و أهتدي‌ [1]

هداني هاد غير نفسي و دلّني* * * على الحقّ من طرّدت كلّ مطرّد

أصد و أنأى جاهدا عن محمّد* * * و أدعى و إن لم أنتسب من محمّد

[نزول النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) مرّ الظّهران، و تحسّس قريش عليه‌]

ثمّ مضى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حتّى نزل (مرّ الظّهران) في عشرة آلاف، فأدركت العبّاس الرّقّة لقريش، فركب بغلة النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) في اللّيل بإذنه، رجاء أن يصادف أحدا يبعثه إلى قريش، فيطلبوا الأمان من النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم). فلقي أبا سفيان بن حرب في نفر من قريش، و قد كانوا خرجوا يتحسّسون الأخبار، فرأوا نيران الجيش و استنكروها، حتّى قال أبو سفيان: و اللّه لكأنّها نيران أهل (عرفة)، و لا شعور لهم بمخرج النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) إليهم. فأخبرهم العبّاس الخبر، فقال له أبو سفيان: فما الحيلة؟ قال: الحيلة أن تردّ من معك ليخبروا أهل (مكّة)، و تركب أنت معي حتّى آتي بك رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فأستأمنه لك.

[إسلام أبي سفيان على يد العبّاس رضي اللّه عنهما]

فركب معه و رجع أصحابه، فلمّا انتهى به إلى النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) قال للعبّاس: «اذهب به إلى رحلك، فإذا أصبحت فأتني به»، فلمّا أصبح جاء به، فقال له النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): «أ لم يأن لك يا أبا سفيان/ أن تسلم؟»، قال: بلى، بأبي أنت و أمّي، ما أحلمك و أرحمك، و أسلم.

فقال له العبّاس: يا رسول اللّه، إنّ أبا سفيان رجل يحبّ الفخر و الخيلاء، فاجعل له شيئا، فقال: «نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، و من دخل المسجد فهو آمن، و من أغلق عليه بابه فهو آمن» [2].

[عرض جيوش الرّسول (صلى اللّه عليه و سلم) على أبي سفيان‌]

و في «صحيح البخاريّ»، أنّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال للعبّاس: «احبس‌


[1] المدلج: الّذي يسير باللّيل.

[2] أورده الهيثميّ في «مجمع الزّوائد»، ج 6/ 166.

نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست